الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 4 إبريل 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرب حافظك
لا يدَع رجلك تزِل. لا ينعس حافظك. إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل. الرب حافظك. الرب ظل لك عن يدك اليُمنى
تشتهر بلاد فلسطين بالتلال والوديان الضيقة التي من السهل جدًا انزلاق الأرجل فيها. فحفظ الأرجل من الزلل يُعَد رحمة عظيمة من الرب. نعم، فطوبى لأُناس جعلوا الرب مُتكلهم ليحفظ أرجلهم من الزلل. ومن هؤلاء حنة التي تقول: «أَرجل أتقيائه يحرس، والأشرار في الظلام يصمتون» ( 1صم 2: 9 ). بل ويقول الحكيم: «لأن الرب يكون مُعتمدك، ويصون رجلك من أن تؤخذ» ( أم 3: 26 ). أمين هو الرب الذي يحفظ أرجل أتقيائه بل ولا ينعس. فالحراس ينعسون وينامون، أما الرب ـ تبارك اسمه ـ لا ينعس ولا ينام، بل ولا يكِّل ولا يعيا. تبارك اسمه إلى الأبد.

«إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل» (ع4). للتعبير عن عناية الله بشعبه يستخدم المرنم ألفاظًا مألوفة من واقع الحياة البشرية ليقرِّب المعنى للمؤمنين فيقول عن الرب إنه لا ينعس ولا ينام. والتكرار هنا يفيد التأكيد عن مدى عناية الرب وحفظه للمؤمنين. في العدد السابق يقول: «حافظك» بلغة المفرد، وهنا يقول «حافظ إسرائيل» كجماعة. فالرب له المجد يعتني بالمؤمن كفرد ويحفظه ويحرسه، ويحفظ ويحرس المؤمنين كجماعة. فعن العناية بالفرد يقول يعقوب: «الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم» ( تك 48: 15 )، وعن العناية بالجماعة نجد القول المبارك «وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» ( مت 28: 20 ).

«الرب حافظك. الرب ظل لك عن يدك اليُمنى» (ع5). في الأعداد السابقة يتكلم المرنم عن الرب بصيغة الغائب «لا ينعس ولا ينام»، «لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل». أما هنا فيقول: «الرب حافظك» أي أن الشخص المُشار إليه في الأعداد السابقة هو الرب له كل المجد الذي يتولى عملية الحفظ والعناية، وهو لنا ظل صخرة عظيمة في أرض مُعيية، هذا الذي قيل عنه قديمًا «وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب.. وليلاً في عمود نار...» ( خر 13: 21 ). وعند البحر نجد أن عمود السحاب انتقل من أمام إسرائيل ووقف وراءهم، وبعد انتقاله نقرأ القول: «وصار السحاب والظلام وأضاء الليل» فكان لبني إسرائيل نور، وأما للمصريين فكان ظلام. شكرًا للرب الذي يستطيع أن يفرِّق ويميز بين شعبه وبين الشعوب الأخرى ( خر 8: 22 مز 109: 6 ). فالمؤمن عن يمينه الرب له كل المجد، أما الشرير فعن يمينه الشيطان (مز109: 6).

منير فرح
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net