الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 14 مايو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
من المذنوبية إلى السلام
يا معلم، هذه المرأة أُمسكت وهي تزني في ذات الفعل، وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه تُرجم. فماذا تقول أنت؟ ( رو 1: 16 )
جماعة من الكتبة والفريسيين، في مظهر التقوى الخارجية، يصحبون معهم امرأة مُتهمة بالخطية ويقتربون من ساحة الهيكل، ليلقوا بأسيرتهم المرتعشة الخائفة أمام المسيح، ويشيروا بأنهم حضروا ليأخذوا رأيه.

كانت كلماتهم صادقة، ولم يكن هناك شك من جهة خطية المرأة، وكان الناموس واضحًا: «إن مثل هذه تُرجم». ولكن مَنْ يقوم بالتنفيذ؟! «مَن كان منكم بلا خطية فليَرمِها أولاً بحجر!»، هكذا أجابهم الرب. ولكن مَنْ يجسر أن يقول: ”أنا بلا خطية“؟! وإذا لم يكن هناك مَن يستطيع ذلك؛ فكل منهم تحت ذلك الحكم بعينه كما المرأة أيضًا، لأن «أجرة الخطية هي موت» ( رو 6: 23 ).

أنت تستطيع أن تقنع نفسك بأنك لست سيئًا جدًا، وحتى إذا وجدت هناك آخرين أسوأ منك بشكل ظاهر، ألا يصرخ ضميرك فيك بأنك لست بلا خطية؟ حسنًا، إذًا الموت هو الحكم النهائي: إن الله لا يكذب، وهذا حكمه القاطع. ولنتقدم خطوة أخرى: فإذا سمعنا مَن يقول بأن الله عادل فقط، فلا يمكن أن يكون هناك أمل. لكن الكتاب المقدس يقرر أنه «إلهٌ بارٌ (عادل) ومُخلِّصٌ» ( إش 45: 21 ). فهو يدين، ولديه القوة ليخلِّص أيضًا. ويبقى السؤال: هل يستطيع أن يسامح؟

«وبقى يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط». لقد كانت أمام ذلك الشخص الذي بلا خطية، وبالتالي الوحيد الذي له أن يرميها بحجر. هي طبقًا للناموس تستحق الدينونة، وهو وحده الذي له أن ينفذ هذا الحكم. لك المجد يا سيدنا المعبود، لقد قال لها: «ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضًا». إن هذا يكشف في شخصية مخلصنا عن حكمة عميقة، وعطفًا على الخطاة، مع كراهية شديدة للخطية، وإدراك فاحص بما في داخل قلب الإنسان.

إن سيدنا لم يعطها عفوًا تحت شرط؛ فهو لم يَقُل: ”ولا أنا أدينك إذا كنتِ سوف لا تخطئين“. كلا، بل أعطاها أولاً غفرانًا كاملاً عالمًا بأن ذلك سيعطيها قوة دفع لتجنب الخطية مستقبلاً. إذا شئت ـ عزيزي القارئ ـ أن تحصل على قوة ضد الخطية، عليك أن تؤمن بأن الله غفرها لك في المسيح، وبالإيمان بالمسيح وبعمله تتبرر مجانًا أمام الله على حساب دم ربنا يسوع الذي خرج منه وهو فوق الصليب، والذي به قد صنع الصُلح والسلام.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net