الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 مايو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لغة المحبة
فقال إسرائيل: كفى! يوسف ابني حيٌ بعد. أذهب وأراه قبل أن أموت ( تك 45: 28 )
لم يكن الإيمان فقط هو الذي عمل في قلب يعقوب بل أيضًا المحبة التي ظهرت في شوقه لرؤية يوسف «أذهب وأراه قبل أن أموت»؛ هذه هي لغة المحبة التي لا يشبعها شيء إلا شخص المحبوب ذاته. فالقلب الذي ربحته نعمة المسيح لا يمكن له أن يشبع وهو عن بُعد. إن برهان المحبة هو الرغبة في البقاء في صُحبة الشخص المحبوب. هل نكتفي بالقول: ”أننا سنراه عندما يأتي أو عندما نموت“ أم نقول كإسرائيل «أذهب وأراه قبل أن أموت». هل عرفت معنى الاشتياق لرؤية الرب وصُحبته، واختبرت فرح الوجود في حضرته من الآن؟

ولكي يصل إسرائيل إلى يوسف، كان عليه أن يبدأ رحلته ( تك 46: 1 )، وكان عليه أن يترك الساحة التي ارتبط بها وجدانه الطبيعي، وهكذا أيضًا إذا أردنا أن نصل إلى المسيح حيث هو، يجب علينا أن ننسى كل ما وراء ونمتد إلى ما هو قدام. وهكذا أتى إسرائيل إلى الأرض الجديدة: أرض جاسان. وهناك تقابل مع ابنه يوسف «فشد يوسف مركبته وصعد لاستقبال إسرائيل أبيه إلى جاسان، ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى» ( تك 46: 29 ). فإذا كان إسرائيل قد اشتاق لرؤية ابنه والوجود معه، فإن يوسف من جانبه سُرًّ أن يُظهر نفسه لإسرائيل. وهكذا نحن أيضًا عندما يكون لنا الشوق للشركة مع المسيح، نجد أن المسيح أيضًا يُسرّ بأن يُظهر ذاته. هل طلبنا مثل ما طلب التلميذان المذكوران في يوحنا1 أن نعرف أين يمكث المسيح؟ إذا فعلنا ذلك فهو سيرحب بنا بمثل كلمات النعمة التي قالها «تعاليا وانظرا» ( يو 1: 38 ، 39).

بعد ذلك استطاع إسرائيل أن يقول ليوسف «أموت الآن بعدما رأيتُ وجهك أنك حيٌ بعد» (ع30). فالرجل الذي كان يخشى القبر، لم يصبح عنده الآن أي خوف من الموت؛ لأن يوسف حي. ونحن إذ ننظر إلى المسيح المُقام، ونتفرَّس في وجهه، ونعرف محبته، لا يكون عندنا أدنى خوف من الموت.

فحبك يحصرني

ولي اشتهاءٌ أنني

أراك وأبقى معك

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net