الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 مايو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لوقا الحبيب وديماس
يُسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب، وديماس ( كو 4: 14 )
تفكر وتعمق في التفكير وسل نفسك: أ كلما قطعت مرحلة من العمر تدرجت صعودًا فوق سلم الحياة الروحية، أم تقهقرت وسرت إلى الوراء خطوات؟ هل أنت مثل لوقا البشير يتقدم إلى الأمام، أم كديماس يرتد إلى الوراء؟ استعرض حياته فلعلك تعتبر. كان في سابقة المضمار فإذا هو يتقهقر ويولي الأدبار. بدأ حسنًا فاستحق لا أن يذكره الرسول بولس ضمن العاملين معه فقط، بل قدم اسمه على اسم لوقا إذ قال: «يُسلِّم عليكم ... وديماس، ولوقا العاملون معي» (فل24). ولكن عوضًا عن أن يتقدم ديماس مع الزمن نراه يتأخر، بينما لوقا يتوثب نحو الذروة، ولذا نرى الوحي على لسان الرسول بولس يقدم لوقا على ديماس بعد أن يخلع على لوقا ألقابًا جميلة، ويجرد ديماس من الألقاب، إذ نقرأ «يُسلِّم عليكم لوقا الطبيب الحبيب، وديماس» ( كو 4: 14 ). وأخيرًا جاءت ساعة الامتحان؛ أطلق ديماس ساقيه للريح ثم ركن إلى الفرار واختفى من مسرح الجهاد، أما لوقا فثبت. وما أروع تلك الكلمات الخالدة التي فاه بها الرسول بولس والأسى يملأ قلبه «ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي ... لوقا وحده معي» ( 2تي 4: 10 ، 11). وعلى هذه الصورة المُحزنة أُسدل الستار على ديماس، فهل لنا أن نتعظ؟

عزيزي: تفكَّر وتعمق في التفكير وسل نفسك. هل ينطق وجهك بالنُبل والترفع عن زخارف الدنيا، أم أنك ترنو إليها بقلب شغوف وفيض من المطامع؟ وهل في وسعك أن تميز بين تصرفاتك وتصرفات أهل العالم؟ هل لبست أحشاء رأفات ولطفًا وتواضعًا ووداعة وطول أناة ومحبة، وملك في قلبك سلام الله؟ هل تبارك لاعنك، وتُحسن إلى مَن يُسيء إليك، أم تتحفز للانتقام وفي قلبك كمين لا تهدأ ثائرته؟ هل يلتهب قلبك عندما يعثر أحد إخوتك، أم تنام قرير العين دون أن تبالي؟ هل تحب إخوتك من قلبٍ طاهر بشدة، أم أن محبتك سطحية لا عمق لها؟ هل تضحي من أجل الآخرين، أم أنت أناني شبيه بإنسان يُقيم في غرفة كلها من المرايا وأنَّى أدار وجهه لا يرى غير نفسه؟ هل لك المحبة التي «تتأنى وترفق، ولا تحسد ولا تتفاخر، ولا تنتفخ، ولا تقبِّح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السوء، ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق، وتحتمل كل شيء .... ولا تسقط أبدًا» ( 1كو 13: 4 - 8)؟ ليت يكون هذا بالفعل من نصيبك!

إسحاق لوزا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net