الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 5 مايو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هي كسفن التاجر (3)
امرأة فاضلة مَن يجدها؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ... هي كسفن التاجر. تجلب طعامها من بعيد ( أم 31: 10 ، 14)
تأملنا في الأسبوعين الماضيين في بعض أوجه التشابه بين المرأة الفاضلة وبين سفن التاجر، ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذه المُشابهات:

خامسًا: سفن التاجر لا تحتفظ بشيء لنفسها، فما تحمله هو للآخرين. وعند الوصول للجهة المقصودة تفرّغ كل ما تحمله لفائدة الآخرين. والمرأة الفاضلة تنفق حياتها لإثراء حياة الآخرين، ولا تفشل أبدًا في تقديم أفضل ما عندها لمَن حولها. وهي لا تكتفي بتنفيذ ما عليها من واجبات نحو زوجها وأولادها فقط، لأنها إن فعلت ذلك فأي فضل لها؟ ( لو 6: 32 - 34)، بل إنها تعمل باجتهاد ونشاط من أجل الذين هم من خارج أيضًا. إنها تعتبر نفسها مسؤولة عن: 1ـ زوجها (ع11). 2ـ أولادها (ع28). 3ـ أهل بيتها (أقاربها) (ع15). 4ـ فتياتها (الذين يخدمونها) (ع15 قارن تكوين24: 26؛ 1صم25: 42). 5ـ الفقراء والمساكين من شعبها (ع20). 6ـ الخطاة من حولها (ع16، انظر مت13: 28) 7ـ الشهادة لإلهها (ع18).

سادسًا: سفن التاجر تتجه نحو الميناء لتفرّغ حمولتها، والمرأة الفاضلة تحمل من حولها ـ وبصفة خاصة أولادها ـ إلى ميناء السلامة والأمان في الرب يسوع المسيح. «لأن كل أهل بيتها لابسون حُللاً (حُللاً قرمزية ـ ترجمة داربي)»(ع21) والقرمز يشير إلى الرداء الذي صار لنا بالفداء الذي بيسوع المسيح. فالمرأة الفاضلة تدرك أن واجبها المقدس هو أن تربي أولادها ـ منذ طفوليتهم ـ في مخافة الرب وإنذاره ( أف 6: 4 )، وهي لا تعطي لعينيها نومًا ولا لأجفانها نعاسًا، حتى تجد أولادها آمنين سالمين، متمتعين بالسلام الحقيقي وبحماية دم المسيح.

سابعًا: سفن التاجر مُجهزة للرحلات الطويلة، والمرأة الفاضلة تحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامها، ولا تخبو شهادتها، ولا ينطفئ سراجها طوال ليل عبورها هذا العالم (ع18). إنها لا تكل ولا تخور مهما يكن طريقها وسط ظروف سارة أو مُحزنة، وسط فرح أو ألم، والمستقبل لا يُخيفها على الإطلاق، بل إنها «تضحك على الزمن الآتي» (ع25)، وفي قوة الروح القدس تتغلب على كل المصاعب والعوائق من أجل السرور الموضوع أمامها أن تقف أمام «سيدها» لتسمع منه كلمات المديح «أَعطوها من ثمر يديها، ولتمدحها أعمالها في الأبواب» (ع31).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net