الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 يونيو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عدم الإيمان
ونتائجهفلما رأى ملك موآب أن الحرب قد اشتدت عليه، أخذ ابنه البكر ... وأصعده مُحرقة على السور
( 2مل 3: 26 ، 27)

يا للضلال الديني الذي ينشئه عدم الإيمان الحي! فها هو ملك موآب الذي كان يجب أن يتميز بالحكمة ورجاحة العقل كملك (رغم علمنا أن الضلال الديني لا يخضع بأي حال من الأحوال لأية مؤهلات إنسانية كانت)، نجده في جهل شديد يُبدل مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات ( رو 1: 23 ) فيُقدم ابنه البكر مُحرقة لإرضاء كموش إلهه، وهو صنم صَنعة أيدي الناس. ولا شك أن الشيطان كان وراء هذا الضلال، ذلك لأنه القتَّال للناس من البدء ( يو 8: 44 ). فهو الذي يعمل على الدوام على إبعاد الإنسان عن طريق معرفة الله الحي الحقيقي وابنه يسوع المسيح.

ولقد كان تقديم الملك ابنه لكموش إلهه نابعًا ـ بلا شك ـ من الخوف، فهو يحاول إرضاء إلهه ليأمن شره. والعبادة التي تُخيف الإنسان ممن يتعبد له ليست هي عبادة للإله الحي الحقيقي «لأن الله محبة» ( 1يو 4: 8 ). لأنه ماذا يقول الكتاب المقدس؟ «في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا» ( 1يو 4: 10 ). فهنا نرى الملك يقدم ابنه لإلهه، عكس ما فعل الله تمامًا إذ بذل هو ابنه لأجلنا. وهذه هي محبة الله الباذلة!

كما أن في تقديم الملك ابنه كان كمَن يقدم رشوة لاستعطاف الآلهة للحصول على نجاة، ولتجنب الهزيمة في المعركة. وما هو جوهر عبادة الأوثان سوى محاولة الإنسان تقديم رشوة لمَن يتعبدون لهم للحصول على بركة من أي نوعٍ كانت، بل ودخول السماء عن طريقها! إلا أن كلمة الله تعلن أن كل بركة للإنسان، بل والحياة الأبدية ذاتها هي عطية مجانية على أساس الإيمان بالمسيح يسوع. وهل يكلف الإيمان النفس البشرية شيئًا سوى إنكار النفس؛ أي الاعتراف القلبي بفسادها وعدم استحقاقها إلا للدينونة؟ لكنها تلجأ لرحمة الله ونعمته الظاهرة في كمال عمل المسيح على الصليب. هلا أسرعت أيها القارئ العزيز لتأخذ لك حصة من الخلاص والعفو الأبدي؟

هل تَبغِي عِتقًا من نير الآثَامْ ؟

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net