الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 18 يونيو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صرخة الإنسان
هوذا الإنسان! ( يو 19: 5 )
أنا عطشان ( يو 19: 28 )
هذه العبارة الصغيرة والعميقة «أنا عطشان» تُرينا أن المسيح ـ تبارك اسمه ـ قَبِل أن يأخذ مكاننا فوق الصليب. كان بيلاطس البنطي قد قال، مُشيرًا إلى المسيح، قبيل الحكم بصلبه مباشرة «هوذا الإنسان!». وها المسيح هنا كأنه يُجيب عليه بالقول: «أنا عطشان»، فهذه هي بحق صرخة البشرية جمعاء. ومَن كان بوسعه أن يروي غليل البشرية سوى المسيح ابن الله الذي افتقر من أجلنا وهو غني لكي نستغني نحن بفقره ( 2كو 8: 9 )؟ ذاك الذي قَبِل أن يصير عطشانًا ليروي عطشنا الأبدي. لقد عبَّر المسيح عن هذه الحقيقة في أيام جسده عندما قال للمرأة السامرية في يوحنا4: 10 «لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا». وكأن الرب يقول للسامرية: لو علمتِ حقيقة هذا الشخص الذي أمامك، وكم افتقر، وكم تكلف حتى يبدو أمامك مُتعبًا محتاجًا إلى قليل ماء، لو علمتِ هذا فإنكِ يقينًا كنتِ تطلبين الماء منه فورًا، وكان هو يعطيكِ إياه في الحال.

لقد كانت هذه المرأة تمثل البشرية في بؤسها وبحثها عما يروي الغليل تحت الشمس. لقد سَعَت وراء الملذات والشهوات. فهل استطاعت هذه الأمور أن تروي تلك النفس البائسة؟ كلا، بل زادتها عطشًا. وكما كانت المرأة السامرية أيام المسيح، هكذا الملايين اليوم يجرون وراء اللذة الوقتية، لكن ما زالت البئر عميقة فمن أين للإنسان الماء المُروي؟ يقولون إن الحاجة أُم الاختراع، فإذا كان هذا صحيحًا، فكم عالم اليوم باختراعاته التي لا تنتهي يحكم على نفسه بأنه يزداد احتياجًا يومًا بعد يوم! حقًا لا شخص، ولا جهاز، ولا عقيدة يمكن بحق أن يروي ظمأ النفس الأبدي، أو يُريح القلب. هناك شخص واحد فقط، ابن الله الذي يقول: «مَنْ يعطش فليأتِ. ومَنْ يُرِدْ فليأخذ ماء حياة مجانًا» ( رؤ 22: 17 ).

هل تشعر أيها القارئ العزيز بالعطش، ولا تجد في هذا العالم ما يروي عطش نفسك؟ إن ابن الله الكريم قد جاء إلى هذا العالم البائس ليخلِّص الخطاة. وأنت إن أتيت بالإيمان فسيُشبع جوعك الروحي ويروي ظمأك. فلقد قال بفمه الكريم: «مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» ( يو 6: 35 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net