رائحة اللبان

الصفحة الرئيسية

فهرس الشواهد الكتابية

مواقع أخرى

إبحث في المقالات

إبحث في الكتاب المقدس

إتصل بنا

الأحد 22 يونيو 2008

تصفح مقالات سابقة

رائحة اللبان

وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها ( لو 19: 41 )

كما تتصاعد رائحة البخور العَطر من اللُبان عندما تشتعل فيه النيران، هكذا كان سيدنا المعبود في حياته على الأرض، كلما اشتعلت فيه نيران التجارب، كلما ظهرت أمجاده المتنوعة. ولنتأمل في موقفه ـ تبارك اسمه ـ مع مدينة السامرة التي رفضت قبوله ( لو 9: 51 - 56). فرغم نظرة اليهود المتدنية للسامريين، قَبِلَ الرب أن يسير مسافة طويلة على قدميه لكي يتقابل مع المرأة السامرية، التي رأى أنها مفتاح للمدينة، وعن طريق كرازتها لهم، طلبوا من الرب أن يمكث عندهم، فمكث عندهم يومين، والنتيجة أن آمن به كثيرون.

لكننا نتعجب عندما نقرأ أنه أثناء ذهاب الرب لأورشليم قبيل الصليب مباشرة فإن السامريين لم يقبلوه ( لو 9: 53 ). ولقد أثار هذا الأمر حفيظة التلاميذ، حتى أن تلميذين منهم وهما يعقوب ويوحنا ابنا زبدي أرادا أن يسمح الرب لهما في أن يطلبا أن تنزل نار من السماء وتفنيهم، كنوع من التشفي فيهم. ولكي يقبل الرب اقتراح التلميذين استندا على أن إيليا فعل هذا في موقف مُماثل. لكن ما أروع رد سيدنا المعبود، عندما انتهرهما موضحًا أن روح التشفي والإهلاك ليست له! لأنه أتى لا ليُهلك أنفس الناس بل ليخلِّص!

ولنتأمل أيضًا في موقفه ـ له كل المجد ـ مع مدينة أورشليم التي خططت لقتله. أورشليم، مدينة الملك العظيم، كم من المرات أرسل إليها الرب أنبياء ومُرسلين، لكنها إمعانًا في رفض صوت الرب لها قتلت الأنبياء ورجمت المُرسلين، واختتمت جرائمها بالتخطيط لقتل الرب نفسه. لكننا نتعجب من محبة الرب لها إذ يذكر الكتاب أنه فيما هو يقترب من المدينة نظر إليها وبكى عليها ( لو 19: 41 ). وكلمة «بكى» تأتي بمعنى ”أجهش بالبكاء“. بكى حزنًا عليها وعلى مستقبلها، لا على ما سيصدر منها تجاهه ( لو 19: 42 - 44). بكى عليها وهو خارجها في الوقت الذي كان رؤساؤها في داخلها يخططون لقتله. والرب باعتباره كُلي العلم كان يعلم ما يجري ضده من مكايد ومؤامرات، وهذا كان يزيد من ألم الرب. ومع ذلك استمر إلى النهاية يُظهر الحب لها. فما أجوده وما أجمله!

أنور داود


	Share

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net