الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 24 يونيو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مكان المجد (2)
فقال يوسف للشعب: إني قد اشتريتكم اليوم وأرضكم لفرعون ... فقالوا: أَحييتنا. ليتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيدًا لفرعون ( تك 47: 23 ، 25)
تأملنا في الأسبوع الماضي في سلطان يوسف الفائق، ولاحظنا ثلاث حقائق هامة: أولاً: استخدم يوسف مكان الصدارة الذي صار له لكي يُخضع كل شيء لسلطانه. والحقيقة الثانية هي أن يوسف لم يستخدم السلطان الذي له لصالحه ولكن استخدمه لمجد فرعون. والحقيقة الثالثة هي أنه إذا كان يوسف قد استخدم سلطانه ليكون الكل لفرعون، فإنه على الجانب الآخر استخدم سلطانه أيضًا لبركة الشعب.

وفي كل هذا كان يوسف رمزًا رائعًا للمسيح في مجده. فإذا أردنا أن نخلص من سلطان الشر في الوقت الحاضر، علينا أن نخضع للمسيح الذي هو الآن في مكان القوة «فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسمٍ يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا» ( أف 1: 21 ).

فإذا كان الآب قد مجَّد الابن فذلك لكي يمجد الابن الآب أيضًا، كما قال المسيح في صلاته في يوحنا17: «أيها الآب، قد أتت الساعة. مَجِّد ابنك ليُمجدك ابنك أيضًا». وإذا كان الآب قد مُجِّد فلقد صارت البركة لشعبه «إذ أعطيته سلطانًا على كل جسد ليعطي حياةً أبدية لكل مَن أعطيته». فالمجد الذي أعطاه الآب للابن قد استخدمه لمجد الآب ولبركة شعبه.

وهذا ما سوف يكون أيضًا في اليوم الآتي، عندما يستخدم المسيح سلطانه كملك الملوك ورب الأرباب لمجد الله وبركة شعبه في المُلك الألفي «لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه. آخر عدو يُبطَل هو الموت ... ومتى أُخضِعَ له الكل، فحينئذٍ الابن نفسه أيضًا سيخضع للذي أَخضَعَ له الكل. كي يكون الله الكل في الكل» ( 1كو 15: 25 - 28). وهذا يأتي بنا إلى السماوات الجديدة والأرض الجديدة، حيث سيسكن الله مع الناس وتعم البركة للجميع.

والمسيح، الذي أخضع الكل لمجد الله ولبركة الإنسان، سيكون هو موضوع التسبيح في السماء. وكما حدث قديمًا عندما جاء أولئك الذين نالوا البركة من يوسف قائلين له: «أَحيَيتََنَا» ( تك 47: 25 ) إذ أدركوا أنهم مدينون بكل شيء ليوسف، هكذا سوف يترنم المفديون قائلين: «مستحق أنت ... لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة» ( رؤ 5: 9 ).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net