الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 يوليو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حنانيا وسفيرة والتكلم بالكذب
ورجلٌ اسمه حنانيا، وامرأته سفيرة، باع مُلكًا واختلس من الثمن، وامرأته لها خبر ذلك، وأتى بجزء ووضعه عند أرجل التلاميذ ( أع 5: 1 ، 2)
ملأ الشيطان قلبي حنانيا وسفيرة في أن يغشّا الروح القدس، فخضعا للتجربة. وفي ذلك الوقت كانت نعمة ربنا يسوع المسيح عاملة عملاً خاصًا في قلوب أتباعه، حتى سادت الجميع روح تضحية لأجد سد حاجات بعضهم البعض الزمنية، لم يوجد لها مثيل بعد ذلك. وقد عزم حنانيا وزوجته على الظهور بين إخوتهم بمظهر السخاء كالباقين، وعلى تقليد التقوى والتكريس اللذين لم يكن لهما في الحقيقة قسط منهما.

فيوسف الذي دُعيَ من الرسل برنابا، وهو لاوي قبرصي الجنس، مؤمن بالرب يسوع، قد اقتنى لنفسه درجة حسنة في قائمة مَنْ نالوا صيتًا روحيًا في ذلك الوقت، لأنه إذ كان يمتلك حقلاً، باعه باختياره لأجل المنفعة العامة للإخوة والأخوات الفقراء في أورشليم، وأتى بالثمن عند أقدام الرسل لكي يتصرفوا فيه بمعرفتهم ( أع 4: 36 ، 37). ولا شك أن هذه التضحية من جانب برنابا كانت مَدعاة للإشادة بذكره أكثر من غيره ممن فعلوا في ذلك الوقت.

من ثم أراد الشيطان أن يصنع صورة زائفة من هذا القديس، فأغوى حنانيا وسفيرة امرأته أن يتظاهرا للجماعة بأنهما مضحيان نظير يوسف برنابا. وعلى ذلك باعا مُلكًا كان لهما، كما فعل برنابا، وأتيا بالثمن ووضعاه عند أرجل الرسل كما فعل هو بالتمام، تاركين المجال للقديسين حتى يستنتجوا أنهما قد ضحيا بكل شيء لأجل الفقراء كما فعل برنابا.

ولا مجال للاعتذار عن هذين الشخصين الشقيين بأنهما قد أُخذا في زلة أو سقطا في الخطية، لأنهما قد دبرا مؤامرة وأحكما حبكها واتفقا على تفاصيلها بعد التفكير والإمعان ( أع 5: 9 ). ويُرجح أنهما فكرا أنه لن يوجه إليهما سؤال عن قيمة الثمن الذي باعا به المُلك وعلى ذلك فلا يكونان قد كذبا على القديسين. ولكنهما قد نسيا الله ولم يعملا له حسابًا بالمرة. على أن سفيرة قد أيدت خداع قلبيهما بخطية شفتيها أيضًا (ع8).

لقد أخطأ حنانيا وامرأته «خطية للموت» ولذلك لم يطلب بطرس لأجلهم ( 1يو 5: 16 ). وهكذا تحقق قول المرنم قديمًا: «لا يسكن وسط بيتي عامل غش. المتكلم بالكذب لا يثبت أمام عينيَّ» ( مز 101: 7 ). فليتنا ننتبه أكثر لأنفسنا.

ج.ر. ميلر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net