الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 يوليو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اصعدي أيتها البئر!
حينئذٍ ترنَّم إسرائيل بهذا النشيد: اصعدي أيتها البئر! أجيبُوا لها. بئر حفرها رؤساء، حفرها شرفاء الشعب، بصولجانٍ، بعصيِّهم ( عد 21: 17 ، 18)
لقد فرح الشعب نتيجة صعود المياه من البئر. وهي صورة لفعل الروح القدس غير المُعطَّل في قلب المؤمن. إن الروح القدس يحزن بسبب تحول قلوبنا عن الانشغال بالمسيح، وواضح أنه إذا كان هذا يحزنه، فإن انشغالنا بالمسيح حتمًا سيُفرحه.

وجميل أنه بمجرد أن صعدت المياه من البئر تصاعدت الترنيمات من الأفواه بل ومن القلوب. إن الذي يشرب من النهر يغلب. هذا ما نتعلمه من قصة جدعون والثلثمائة الرجل الذين معه (قض7)، وأيضًا يرفع الرأس، كما تميزت حياة ربنا يسوع ( مز 110: 7 ). وهنا نجد أن مَن يشرب يرنم!

تقول الترنيمة: «بئر حفرها رؤساء، حفرها شرفاء الشعب، بصولجانٍ، بعصيِّهم». وتَرِد هذه الآية في ترجمة داربي هكذا ”بئر حفرها شرفاء الشعب، بناء على كلمة المُشرِّع، بعصيِّهم“. وقد يكون هؤلاء الرؤساء هم السبعين شيخًا، وقد فعلوا ذلك بتوجيه من موسى (الذي هو المُشرِّع)، وبالتالي فإنهم فعلوا ذلك تحت قيادة الرب وإرشاده. لقد حفروا البئر بعصيهم، ولكن المياه خرجت بمعجزة.

ونلاحظ أن موسى ليس هو الذي حفر البئر، فالذي حفر البئر هم الرؤساء، وفعلوا ذلك بناء على أمر موسى. ونحن نعرف أن الحفر ليس عملاً سهلاً ولا مُحببًا. وهذا ما جعل الرجل الجاهل يبني بيته دون أساس، ليتجنب مشقة الحفر. لكن الشرفاء أيام موسى فعلوا ذلك. فعلوه بناء على كلمة مُشرِّع العهد القديم موسى، الذي كان مجرد رمز باهت لمَن هو أعظم منه، ربنا يسوع المسيح.

لقد جاء الإنعاش للشعب في أيام موسى نتيجة مجهود الشرفاء منهم. ونحن بدورنا كم انتعشنا من جهاد الكثيرين من رجال الله في النهضة الفيلادلفية، ومشقاتهم. فهل هذا عمل الشرفاء منا الآن؟

وما هو ملء الروح القدس؟ أ ليس أن نزيل من الطريق كل ما يعطل ملؤه فينا؟ هكذا فالرؤساء هنا عندما حفروا البئر فإنهم أزالوا الأتربة من طريق المياه، فتدفقت المياه لكي يشرب الشعب.

والعصا التي بها حفر الشرفاء البئر ترمز إلى الاتكال على الله. فلنحفر البئر لتجري المياه للعطاشى، وليفعل ذلك الشرفاء من شعب الله في كل مكان، يفعلونها بالاتكال على الله الذي يجب أن يبارك شعبه، والذي لن يخزى منتظروه قط. ونحن إن فعلنا ذلك ستتصاعد ترنيمات القديسين بفرح لربنا وسيدنا الذي له كل المجد.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net