الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إطعام القطيع
ارعوا رعية الله التي بينكم نُظارًا، لا عن اضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاطٍ، ولا كمَن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية ( 1بط 5: 2 ، 3)
تحرضنا كلمة الله لأن نرعى (أو نُطعم) رعية الله. إن هذا لا يعني أن ”نؤدبهم بالسياط“ ولا أن ”نقودهم قسرًا“، ولا حتى أن ”ندللهم“ بل «ارعوا (اطعموا) رعية الله التي بينكم».

وإني أعلم جيدًا أن هذه الآية الواردة في 1بطرس5: 2 وُجهت أساسًا إلى الشيوخ (سنًا). وقد لا يكون الكثيرون منا كذلك، حسنًا، ولكنني مُدرك أيضًا ـ وبذات القدر ـ أن الفكر الثمين المختص بإطعام القطيع روحيًا، هو فكر منتشر على صفحات الوحي باعتباره امتيازًا مُباركًا، ومسؤولية هامة لكل أولاد الله (أي ليس قاصرًا على فئة بعينها). ودعونا نمر سريعًا على بعض الأمثلة:

* داود: لم يكن شيخًا مُسنًا عندما عاد من بلاط شاول الملك لكي يُطعم قطيع أبيه في بيت لحم ( 1صم 17: 15 ). وإن المرء ليتساءل في دهشة: هل يا ترى يجذبنا ”بلاط شاول“ بعيدًا عن إطعام خراف أبينا؟؟

* بطرس: كان له في معرفة الرب ثلاث سنوات فقط، حين تسلَّم من فمه الكريم هذه الوصية الثلاثية ”اطعم حملاني .. ارعى خرافي .. اطعم غنمي“ ( يو 21: 15 - 17). ونحن نعرف أن بطرس وقتها لم يكن شُعلة روحية ملتهبة. على أن الرب له المجد لم يتجه بوصية غالية كهذه لشخص غير شبعان هو أولاً. فلكي نُطعم الآخرين علينا أن نشبع نحن أولاً، وحينئذٍ سيكون إطعام القطيع الجائع وفاءً وعرفانًا ومحبةً منا لراعي الخراف العظيم نفسه.

* تيموثاوس: وقد كان شابًا وقت أن كتب إليه الرسول محرضًا «وما سمعته مني بشهودٍ كثيرين، أَودعهُ أُناسًا أُمناء، يكونون أكفاءً أن يُعلِّموا آخرين أيضًا» ( 2تي 2: 2 ). ولقد كان في ذهن الرسول بولس هدف مبارك نحو نمو عملية الإطعام والرعاية هذه، حتى أن مَنْ يتعلمون من تيموثاوس يكونون أكفاء ليعلّموا آخرين أيضًا .. وهكذا.

* الغلام الصغير ذو الخمس الخبزات والسمكتين (يو6): عندما وضع ما لديه بين يدي ربنا المعبود، فإن هذه العناصر القليلة والصغيرة أصبحت وسيلة مباركة لإشباع جمع غفير. وكم يؤثر فيَّ التعبير الوارد في يوحنا6: 9 «هنا غلامٌ (صغير)». إن الله يدعو الشيوخ لهذا العمل، هذا صحيح، ولكنه يُسرّ أيضًا بأن يستخدم الشباب، بل وحتى «الغلام الصغير» ليُطعم من خلال هؤلاء قطيعه الجائع.

وماذا بالنسبة لك؟ هل أنت مُستخدم من الله ونافع؟ وهل تريد أن تكون كذلك بنعمة الله؟

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net