الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 22 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هذا السر عظيم
يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. هذا السر عظيم، ولكنني أقول من نحو المسيح والكنيسة ( أف 5: 31 ، 32)
مما يلفت انتباهنا الطرق المختلفة التي بها يصف الرسول العلاقة القوية التي تربط ما بين الرجل وامرأته. فهو يقول إن الرجل بمحبته لامرأته يكون بالحقيقة يحب جسده الخاص (ع28)، يحب نفسه (ع28، 33)، وبما أن الزواج هو اتحاد حقيقي لشخصين، حيث يصير الاثنان جسدًا واحدًا، لذلك فإن الذي يحب امرأته هو بالحقيقة يحب نفسه.

لقد خلق الله الإنسان وفيه غريزة للاعتناء بجسده الخاص (ع29). فهو يقوته ويُلبِسه، ويغسله ويحميه من الانزعاج والألم والضرر. وتعتمد استمراريته في البقاء على هذه العناية. وما هذا الاهتمام الُمفرط بالجسد إلا ظل شاحب لاعتناء الرب بالكنيسة «لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه» (ع30). ما أوسع المحبة التي له من نحونا: فهو يعتني بنا كجسده الخاص. فبالنسبة للعناية: هو يغذينا ويقدسنا ويدربنا. أما بالنسبة للحماية: فهو لن يكون في السماء دون أعضائه. نحن متحدون به في حياة مشتركة، ومهما يحصل للأعضاء يؤثر في الرأس أيضًا.

وفي أفسس5: 31 يقتبس الرسول من تكوين2: 24 الآية التي تُظهر لنا فكرة الله الأصلية من تأسيس العلاقة الزوجية. أولاً، إن ولاء الرجل لامرأته يفوق ولاءه لوالديه، إذ هو أسمى منه. فالرجل يترك والديه ويلتصق بامرأته وذلك ليحقق الهدف الأسمى في العلاقة الزوجية. أما العنصر الثاني فهو أن الرجل وامرأته يصبحان جسدًا واحدًا إذ يجري اتحاد حقيقي لشخصين. ولو حرصنا على هاتين الحقيقتين الأساسيتين، لزالت المشاكل مع أهل الزوجين من ناحية، وزالت الخلافات الزوجية من ناحية أخرى.

«هذا السر عظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة» (ع32). هنا يصل الرسول إلى ذروة الحديث عن العلاقة الزوجية فيعلن هذه الحقيقة المجيدة التي كانت مكتومة قبل الآن، وهي أن الكنيسة بالنسبة للمسيح هي كما المرأة بالنسبة لرجلها. وعندما يقول الرسول إن السر عظيم فهو لا يعني أنه شديد الغموض، لكنه يعني أن مضامين هذه الحقيقة عظيمة جدًا. فالسر هو القصد الإلهي الذي كان مكتومًا في الله في الدهور الماضية، لكنه قد أُعلن الآن. وهذا القصد هو أن يدعو الله من بين الأمم شعبًا ليكون جسدًا وعروسًا لابنه المجيد. وهكذا فإن العلاقة الزوجية تجد ما ترمز إليه بكماله في العلاقة بين المسيح والكنيسة.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net