الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فرح الشرير وفرح المؤمن
أما علمت .. أن هتاف الأشرار من قريب، وفرح الفاجر إلى لحظة! ( أي 20: 4 ، 5) ويفرح جميع المتكلين عليك. إلى الأبد يهتفون... ويبتهج بك مُحبو اسمك ( مز 5: 11 )
الفرح عند الإنسان الطبيعي يأتي من الخارج للداخل، لأنه يرتبط بظروف الحياة الخارجية، كاستقرار الحالة المالية، والنجاح في الحياة العملية، وانتعاش الأسواق التجارية، وزيادة المحاصيل الزراعية، وسلامة الحالة الصحية، وتوافر وسائل الترفيه والتسليات العالمية، أو كقول الكتاب «كثرت حنطتهم وخمرهم» ( مز 4: 7 ). ولكن إلى أي مدى تستمر هذه الأفراح وكيف تنتهي؟ إنها إلى لحظة ونهايتها مأساوية، وإليك المثال:

* العمالقة الذين غزوا صقلغ وأخذوا منها غنيمة، وصنعوا وليمة كانوا فيها يأكلون ويشربون ويرقصون .. ولكن في تلك الليلة بالذات ضربهم داود، ولم ينج منهم رجلٌ إلا أربع مئة غلام الذين ركبوا جمالاً وهربوا (1صم30).

* بيلشاصر الملك صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف، وكانوا يشربون الخمر ويُسبحون آلهتهم، ولكن في تلك الليلة قُتل بيلشاصر الملك وأخذ مملكته داريوس المادي (دا 5).

لكن هناك نوع آخر من الفرح لنوعية مختلفة من الناس، إنه فرح المؤمن الذي لا يرتبط بأمور منظورة، بل ينبع من الداخل للخارج. فكم من مؤمنين مُجربين ومتألمين، يُعانون من أمراض كثيرة وظروف صعبة لا تُحتمل وتجارب ينحني أمامها الجبابرة، ومع هذا نجدهم فرحين، وإليك المثال:

* في رسالة فيلبي نجد، كلاً من كاتب الرسالة والذين وُجهت الرسالة إليهم، في تجارب قاسية وظروف صعبة. فالرسول بولس يكتب وهو في السجن، لمؤمنين فقراء. ولكن العجيب أن هذه الرسالة من أكثر رسائل العهد الجديد كلامًا عن الفرح (18 مرة).

* ولنتأمل أيضًا النبي حبقوق وهو يتفقد المعطيات الطبيعية للحياة فلم يجد منها شيئًا. بل إن كل ما رآه لا ينبئ عن انفراجة في المدى القريب. فلم يجد زهرًا في التين، ولا حملاً في الكروم، ولا طعامًا في الحقول، ولا غنمًا في الحظائر، ولا بقرًا في المذاود ... ويا لها من حالة تُصيب بالحزن والكآبة! لكن اسمعه وهو يترنم قائلاً: «فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي» ( حب 3: 17 - 19). هذا هو فرح المؤمن الذي لا يُستمد من الأمور التي تُرى، بل الفرح الذي مصدره الرب يسوع، والذي يدوم إلى الأبد.

معين بشير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net