الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 10 سبتمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نيقوديموس ... الذي جاء ليلاً
الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ( يو 3: 5 )
عندما أجاب الرب على سؤال نيقوديموس الأول في تلك الليلة، لا بد أن الإجابة كانت غريبة لديه، ولا بد أن الدهشة قد عَلَت وجهه. فها هو نيقوديموس يأخذ مكان التلميذ ويعترف بالرب كمعلم إلهي. وكأنه يقول له: أنا أؤمن أنك معلم من الله، ولي كل الرغبة في أن أتعلم منك، على الرغم من أنني لا أحب أن يعرف أحد هذا. ولكن الرب على الفور يقول له: «الحق الحق أقول لك: إن كان أحدٌ لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله» ( يو 3: 3 ). ولا شك أن دهشة نيقوديموس كانت عظيمة عندما سمع أنه ليس كفوًا لأن يدخل ملكوت الله، وأنه ليست لديه القدرة على رؤية الأمور الروحية. ولكن ـ أيها القارئ العزيز ـ مَنْ لديه القدرة على هذا؟ لا نيقوديموس ولا أنت ولا أنا ـ إلا بعمل نعمة الله في نفوسنا. تُرى لو أخبرت رجلاً مولودًا أعمى بجمال المناظر الطبيعية التي حولك، هل يستطيع أن يفهمك؟ كلا، بل بحالته التي هو فيها لا يستطيع فهم ما أنت تصفه، مهما حاولت أن تصور وتصف له. وعلى هذا القياس نرى أن خطية الإنسان قد طوحته بعيدًا عن الله، وطبيعته لا تستطيع فهم الأمور الروحية، بل ينطبق عليه القول: «ليس مَنْ يفهم» ( رو 3: 11 ).

هذا هو الدرس الأول لنيقوديموس، فيتساءل على الفور: «كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ أَ لعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويُولد؟» (ع4). ويتخذ الرب من تساؤله فرصة يفتح له فيها ـ بصبر ـ ما غمض عليه من الحق الإلهي: «الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله» ( يو 3: 5 ). ولم يفهم نيقوديموس معنى هذا. ولا يزال الكثيرون للأسف في يومنا هذا لا يعرفون معنى هذه الكلمات، ويظنون أن المقصود هنا هو المعمودية. فقد يعتمد الشخص بالمعمودية ويعيش حياته كمسيحي بالاسم، ولكنه في النهاية يذهب إلى جهنم.

إذًا ما معنى الولادة «من الماء والروح»؟ إن الماء هو الرمز الذي يستخدمه الكتاب المقدس كثيرًا للإشارة إلى كلمة الله ( حز 36: 25 ؛ إش44: 3؛ أف5: 25، 26؛ يع1: 18؛ 1بط1: 23). فهي إذًا، كلمة الله، مُستخدمة بقوة روح الله، هي الوسيلة الوحيدة للولادة الجديدة. فهل تمتعت بهذه البركة العظمى أيها القارئ العزيز؟

و.ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net