الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 سبتمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مثل الأرز والنسرين (2)
في جبل إسرائيل العالي أغرسه، فينبت أغصانًا ويحمل ثمرًا ويكون أرزًا واسعًا، فيسكن تحته كل طائر، كل ذي جناح يسكن في ظل أغصانه ( حز 17: 23 )
علينا أن نتذلل وننكسر لكي ننال البركة. إن التأديب يحفظنا للرفعة في المستقبل، وإن أذلنا في هذا العالم. إنه حقل مُثمر جدًا للنفس، ولكن نفوسنا تأبى قبول هذه الحقائق وتنفر منها تمامًا وتفضل أن تعطف أصولها على مَن تجد فيه عونًا في العالم الحاضر، ولكن إن سرنا في هذا الطريق كما سار صدقيا من قبلنا، أفضت النهاية إلى الخزي والخجل والخراب (2مل25). أما إذا قبلنا قضاء الله وتواضعنا تحت يده القوية، أدت بنا الخاتمة إلى البركة والرفعة كما صار مع يهوياكين. هذا هو مَثَل الأرز والنَسرين (حز17).

وفي عددي 22، 23 نرى النبي يمد بصره إلى الأمام وينتظر حضور المسيا وهو أرز هذا المَثَل في يومه، وارث بيت داود. وهذا النص يرسمه لنا كالمتواضع المنكسر مع أمة إسرائيل، مع عرش بيت داود، وذلك حسب فكر الله لذلك رفّعه الله وأعطاه ملكوتًا.

صحيح أنه تذلل وانكسر، ولكن لا في ضميره ولا في نسبته فهو منزه عن تبكيت الضمير كما يجري معنا. ولماذا؟ لأنه هو القدوس البار الذي بلا عيب ولا دنس ولا لوم ولا فساد، لا من الداخل ولا من الخارج، لذلك لم يكن في حاجة إلى التواضع والانكسار من هذا القبيل. إن ظروفه كانت وضيعة جدًا واجتاز فيها لمجد الله ولبركة شعبه. الرب يسوع باختياره وُجد في الظروف المُذلّة، وارث العرش ارتضى أن يكون نجارًا، رب الأرض وملئها لم يكن له أين يسند رأسه، كان الغصن اللّين، الشجرة الحقيرة، العرق في الأرض اليابسة (إش53). هذا الفرع اللّين سيُغرس يومًا ما على جبلٍ عالٍ شامخٍ ( حز 17: 22 ، 23).

يسوع الناصري، المحتقر، سيكون الملك في مدة الألف السنة. يسوع الناصري الذي نبت كعرق من أرض يابسة، سيكون الأرز العالي الذي سينبت أغصانًا ويحمل ثمرًا في مُلك الألف السنة، بل هو يسوع نفسه الذي أعلن أفكار ومبادئ حق الله ودافع عنها «فتعلم جميع أشجار الحقل أني أنا الرب، وضعت الشجرة الرفيعة، ورفعت الشجرة الوضيعة، ويبَّست الشجرة الخضراء، وأفرَخت الشجرة اليابسة. أنا الرب تكلمت وفعلت» (ع24). هذه هي معاملات الله معنا في وسط مشهد الكبرياء والعصيان.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net