الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 سبتمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الجميع زاغوا وفسدوا معًا
مكتوبٌ: أنه ليس بارٌ ولا واحد. ليس مَنْ يفهم. ليس مَن يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معًا. ليس مَن يعمل صلاحًا ليس ولا واحد ( رو 3: 10 - 12)
هذه الآيات ( رو 3: 10 - 12) وَردت مرتين في المزامير (مز14؛ مز53)، وتحتوي على ستة أحكام ذات طبيعة عامة شاملة كاسحة. أربعة منها سلبية، واثنتان إيجابيتان. فأربع مرات نجد كلمة «ليس» ومرتان نجد كلمة «الجميع». وإن كانت الثانية ضمنية «الجميع زاغوا و(الجميع) فسدوا». ويا لها من إدانة كاسحة!

والبند الأول هو «ليس بارٌ ولا واحد». وهذا يشملنا جميعًا. والحكم هنا مثل شبكة واسعة تستوعب الجميع، وهي مُحكَمة بحيث لا تجد أصغر سمكة، فسحة تهرب منها. فليس واحد منا بار في علاقته بالله.

قد يقول مُعاند: ”هذه مُبالغة، وحتى إذا كان صحيحًا، فالإنسان مخلوق ذكي، ويكفي أن تُعرِّفه لكي يُصلح هو من أمر نفسه“. ولكن البند الثاني يؤكد أنه «ليس مَنْ يفهم». فالإنسان لا يفهم حالته، ولا حتى جزئيًا، وهذا يفاقم من وضعه. هنا قد يقول المعاند: ”حسنًا، حتى إذا كان فهم الإنسان قد ضلّ، هناك غرائزه وأحاسيسه، وهي جميعًا صالحة، وإذا اتّبعها، ستقوده بالتأكيد إلى الله“.

ولكن البند الثالث يواجهنا: «ليس مَنْ يطلب الله». هل هذا صحيح؟ نعم بالتأكيد. إذًا، ما الذي يطلبه الإنسان؟ كلنا نعلم، إنه يطلب المُتعة والشُهرة والمجد، وبالتالي فهو يطلب المال والشهوة والخطية. فالفكرة هنا هي ما يطلبه حسب طبيعته الساقطة، وبعيدًا عن نعمة الله.

إن حالة الإنسان خاطئة، وتفكيره خاطئ، وقلبه خاطئ. ويلخص الحكم الثالث الموضوع، ويختم على الإدانة. فهو يبين أنه ليس هناك أية إمكانية أن يعالج نفسه. «الجميع زاغوا، وفسدوا معًا، ليس مَنْ يعمل صلاحًا ليس ولا واحد».

ليت روح الله يقنعك أيها القارئ العزيز بحالتك هذه. وتذكَّر أن الحكم الأول والأخير، يُختتم بعبارة «ليس ولا واحد». فلنَدَعها تصل إلى أعماق قلوبنا. ومن المهم جدًا أن ندرك هذا، لأنه إذا لم نُشخِّص المرض بشكل سليم، لن نستطيع أن نقدِّر قيمة الدواء.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net