الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 6 سبتمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل السجود مرتبط بمكان؟!
الرب إلهك تتقي، وإياه تعبد ( تث 6: 13 )
للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ( مت 4: 10 )
بالطبع هناك شكل من أشكال السجود والعبادة يتم في المكان الذي تجتمع فيه الكنيسة، حين يجتمع الساجدون معًا ليذبحوا الحمد والشكر للرب الحاضر في الوسط حسب وعده. لكن الخطير هو قصر السجود والعبادة على ما يجري في هذا المكان فقط، فكما خلط البعض بين الكنيسة التي تجتمع في مكان ما، وبين المكان نفسه حتى أطلقوا على المكان اسم الكنيسة، كذلك بسبب قَصر العبادة على هذا المكان في أذهان البعض تم تسميته بمكان العبادة، وكأنه لا عبادة بعيدًا عنه!

هذا الفكر، ألا وهو قَصر السجود والعبادة على مكان الكنيسة، يتعارض مع فكر العهد الجديد. فمن جهة السجود والعبادة، فالمعنى المباشر للكلمات التي نطق بها الرب، والتي كتبها الروح القدس، تنفي تمامًا قصرهما على المكان الذي تجتمع فيه الكنيسة. لأنه بمقارنة متى4: 10 وتثنية6: 13، نتعلم أن السجود يساوي التقوى، فهل التقوى قاصرة على المكان الذي تجتمع فيه الكنيسة؟ هل التقوى حالة تنتاب الشخص لحظة دخوله مكان الاجتماع لتفارقه بمجرد مغادرته؟ أقول بكل أسف: هذا ما صار يحدث مع كثيرين، وهو أحد النتائج السلبية لهذا الفكر. فنجد الشخص في الاجتماع في غاية الخشوع للرب وربما الهيام به، كما يبدو من مظهره وكلماته وتعبيراته، ثم تجده في مكان عمله أو في بيته وسط عائلته شخصًا آخر يتصرف كواحد من الناس!!

وهل العبادة، المرتبطة بالتعبير عن حبنا وولائنا للرب، من خلال تقديم ذبائحنا له، صارت قاصرة على تلك الساعة التي نقضيها في محضره في هذا المكان، ولا يبقى عندنا شيء نقدمه له بقية اليوم، بل وبقية الأسبوع؟ لا عجب إذًا إن كنا نرى شعورًا عميقًا بالرضى عن النفس ينتاب الشخص لمجرد أنه حريص على حضور الاجتماع، بينما لا تُظهر حياته العملية أية مظاهر تنم عن قلب منكسر يشعر دائمًا بغمر الإحسانات الإلهية، فيعبِّر عن هذا بمختلف أشكال التقدمات التي يُسر بها الرب. ولا عجب إن كنا نرى البعض يعتبرون مجرد وجودهم في هذا المكان، حتى لمجرد استماع عظة، هو عبادة!

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net