الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 يناير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غايس الحبيب
.. غايس ... أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحًا وصحيحًا كما أن نفسك ناجحة(3يو1، 2)
غايس الحبيب، في رسالة يوحنا الثالثة، يُقدَّم لنا كقديس نامٍ وناجح في الحياة الروحية، ويشهد الرسول يوحنا بنجاحه روحيًا، حتى أنه كان يتمنى له أن تكون صحته الجسدية صحيحة وناجحة بنفس درجة نجاحه روحيًا. هناك مناسبات يليق فيها أن نعبِّر عن تمنياتنا وآمالنا تجاه بعضنا البعض. فكم مرة استطعنا أن نقدم مثل هذه التمنيات؟ أخشى أن هذا نادرًا ما يحدث. وبالنسبة لأغلبنا فإن اهتمامنا بالصحة الجسدية يفوق اهتمامنا بالصحة الروحية. فعندما نتقابل نحيي بعضنا البعض بعبارة ”كيف حالك؟“ والمُسلَّم به أن الاستفسار هنا هو عن الجسد، ونردّ كالمعتاد ”بخير، أشكرك“. ولكن إذا كان السؤال: ”كيف حال نفسك؟“ تُرى ماذا يكون الرد؟

وشهادة يوحنا عن النجاح الروحي لغايس، لم يكن بسبب صلة شخصية، لأن يوحنا كان بعيدًا، والاتصال كان بهذه الرسالة. ولكنها كانت بناء على شهادة الآخرين «إذ حضر إخوة (إلى المكان الذي كان فيه) وشهدوا بالحق الذي فيك (ساكن فيك)، كما (وأيضًا) أنك تسلك بالحق» (ع3). فما في داخلنا، يظهر في أفعالنا.

لقد وضع الرب نفسه المبدأ أنه «من فضلة القلب يتكلم الفم» ( متى 12: 34 ). وهنا نجد مبدأً آخر من مبادئ الحياة ـ أن ما يسكن فينا يصيغ سلوكنا. فإذا كانت أكاذيب الشيطان هي التي تسكن فينا، لا بد أن نسلك بالكذب والاعوجاج تجاه الله. أما إذا كان الحق يسكن (ثابت) فينا بروح الله القدوس، فإننا نسلك بالحق، حتى لو كنا نسير وسط عالم مُعوَّج. فسيرة المؤمن يجب أن تكون نورًا وسط الظلام، وحقًا في وسط الضلال.

في رسالته الثانية قال يوحنا لكيرية المختارة: «فرحت جدًا لأني وجدت من أولادك بعضًا سالكين في الحق» (2يو4). وهنا يخطو خطوة أبعد فيقول: «ليس لي فرح أعظم من هذا أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق» (ع4). ويبدو أن ”غايس“ يندرج تحت كلمة «أولادي». وربما كان معنى هذا أنه كان ابن يوحنا في الإيمان، إلا أنه ربما كان يوحنا يستخدم الكلمة بالمعنى الرعوي هنا، كما حدث في رسالته الأولى (2: 1، 3، 7، إلخ). لقد كان يهتم كأب بكل القديسين الموجودين في مجال خدمته، فالموقف السليم للشيخ هو أن يكون كالأب المملوء بالحب والعطف تجاه أولاده. وكم يكون حسنًا، لو أن جميع مَنْ يحملون مسئولية بين القديسين اتبعوا خطواته.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net