الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 17 يناير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أهمية الاغتسال
وقالت لها نعمي حماتها: ... أَ لَيس بوعز ذا قرابةٍ لنا ... ها هو يُذري بيدر الشعير الليلة. فاغتسلي وتدهني والبسي ثيابك وانزلي إلى البيدر ( را 3: 1 - 3)
في راعوث3: 1- 5 تُعلِّم نعمي راعوث سر الراحة، وتوجه أفكارها نحو بوعز لتُخبرها مَن هو، وما الذي يعمله. قالت عنه: «ذا قرابةٍ لنا». وكأنها تقول عنه: ”إنه لنا ومن حقنا أن نُخبره بأمورنا“. كذلك نحن نقول: إن المسيح لنا. أ لم يصبح إنسانًا وسكن بيننا، ومات لأجلنا، وبقيامته دعانا إخوته؟ أ لم يَقُل لمريم: «اذهبي إلى إخوتي، وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم».

ثم أخبرت نعمي راعوث عما يفعله بوعز «ها هو يذري بيدر الشعير الليلة». ونحن نقول إنه طوال الليل المُظلم فإن فادينا وولينا، بوعزنا، يذري الشعير. فالرب يسوع لا ينشغل بالتبن اليوم. إنه سيتعامل بالقضاء مع التبن في يومٍ قادم، ولكن في هذه اللحظات مشغول بخاصته. إنه «يذرِّي الشعير»، وبكلمات أخرى فإنه يقدس الكنيسة بغرض أن يستحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن، ولا شيء من مثل ذلك.

وإذ تعلمت راعوث علاقتها من نحو بوعز، فإن نعمي تعلمها ما يجب أن تكون عليه حالتها في رفقة بوعز. فإذا تحققنا ارتباطنا بالمسيح، فهو لنا كما أننا نحن له، وبالتأكيد فإننا سنطلب رفقته. إن إدراكنا لحضرته يتطلب منا أن تكون نفوسنا في حالة، كما عبَّرت نعمي لراعوث بقولها: «فاغتسلي وتدهني والبسي ثيابك».

فالضرورة الأولى: «اغتسلي»، وهي تحمل أفكارنا إلى غسل الأرجل في يوحنا13. وكان على يوحنا أن تغتسل رجليه قبلما يتكئ في حضن الرب يسوع. وغسل الأرجل يأتي قبل راحة القلب. قال الرب لبطرس: «إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب». لقد صار لنا بعمله نصيب فيه، أما أن يكون لنا نصيب معه، وأن نتمتع بالشركة معه في المكان الذي يذهب إليه، فهذا يتطلب أن تكون أقدامنا مغسولة. وبكل أسف، فإننا لا نبالي بهذا الأمر. إننا نسمح لتأثيرات العالم التي تدنس أن تزحف إلينا وتجذب عواطفنا لأمور الأرض. إن إهمال غسل الأرجل يزيد النجاسات حتى تتعوق أفكارنا تمامًا، وتصبح عواطفنا متبلدة، حتى الشركة تكون نادرة أو غير معروفة. فلنلتفت إلى كلمات الرب التحذيرية: «إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه». إنه لا يكفي لراعوث أن تقبل تعليم الاغتسال، بل أن تتممه. كذلك أيضًا قيمة يوحنا13 ليس في معرفة الحق المختص به، بل في ممارسته.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net