الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 يناير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا أُهملك ولا أتركك
كونوا مكتفين بما عندكم، لأنه قال: لا أُهملك ولا أتركك ( عب 13: 5 )
يا له من وعد ثمين! الله نفسه يتعهد بالعناية بنا! وهو ساهر على وعده لكي يتممه بكل دقة. قد ينسى الناس وعودهم، أو يعجزوا عن تنفيذها. أما إلهنا، الذي معه أمرنا، فليس كذلك. لقد كان معنا في الماضي. وكان صوته لكل واحدٍ منا «لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك. أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلذَع، واللهيب لا يحرقك» ( إش 43: 1 ، 2). وقد تمم معنا هذه الوعود بكل أمانة.

إذًا لماذا نفشل؟ ولماذا نخاف؟ ولماذا يزعجنا المستقبل؟ أ ليس مكتوبًا «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» ( عب 13: 8 ).

إن الرب يُسرّ، بل ويلذ له أن يكون معنا. إنه يحبنا لدرجة أنه لا يستطيع أن يتركنا لحظة واحدة! وما أحلى وما أجمل أن يستقر هذا الحق في قرارة نفوسنا، وهو أن الرب لا يتركنا، لا لأنه يريد حمايتنا وحراستنا فقط، بل لكي يتلذذ بنا! وأ ليس عجيبًا أن الرب الذي «كله مشتهيات» ( نش 5: 16 ) يتلذذ بنا أكثر مما نتلذذ نحن به؟!

إن الأيام التي نحن عائشون فيها الآن مُحزنة إلى آخر حد، والضيق يحيط بنا من كل جانب، ولكننا بقوة الله محروسون. ولو لم يكن الله معنا «لجرَفَتنا المياه، لَعَبَر السيل على أنفسنا. إذًا لعَبَرت على أنفسنا المياه الطامية» ( مز 124: 4 ، 5).

كم مرة كادَت أقدامنا تَزِّل لولا وجود الرب معنا! كم مرة حرَّق الأعداء أسنانهم علينا، ولولا أن الله معنا لابتلعونا أحياء عند احتماء غضبهم! «مباركٌ الرب الذي لم يُسلمنا فريسة لأسنانهم» ( مز 124: 6 )

قد تنسى الأم رضيعها، أمّا الرب فلا ينسانا، لأنه لا يشغله شيء عنا. في وقت الألم هو معنا، وفي وقت المرض هو مُلازمنا. وعندما يفتري الناس علينا هو يدافع عنا. وحتى في ساعة الموت لا يتركنا.

أيها الرب يسوع: أعِن ضعف إيماني. افتح عينيَّ فأراك أمامي في كل حين، أنك عن يميني فلا أتزعزع. أعطني أن أراك متمشيًا معي فلا أحس بقوة نار الأتون المُحمَّى سبعة أضعاف. هَبْ لي أن أراك مُرسِلاً ملاكك ليسد أفواه الأسود التي حولي. أعطني أن أراك وقد دُفع إليك كل سلطان، في السماء وعلى الأرض. وإنك أنت بنفسك معي كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين.

ف.ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net