الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 23 يناير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الغلام المحبوب
لما كان إسرائيل غلامًا أحببته ( هو 11: 1 )
إلى أين اتجهت المحبة هنا ( هو 11: 1 )؟ لقد اتجهت لغلام تعامل معه البشر بالقسوة والعنف والظلم، غلام لم ينعَم بالراحة إلا قليلاً، ولم ينعَم بالمحبة أبدًا. لقد كان غلامًا منبوذًا بلا مُعين وبلا سَنَد. ويفتقر كثيرًا إلى مَن يحنو عليه، وإلى مَن يرثي له. لكن العجيب أن هذا الغلام كان هدفًا وغرضًا لمحبة من نوع خاص ( هو 11: 1 ). محبة لم تكن من مصادر بشرية، بل من ينبوع إلهي.

فقد كان هذا الغلام يرزح يومًا تحت ثقل عبودية قاسية، فلم يجد عينًا ترق، أو قلبًا يحنّ، أو ذراعًا تخلِّص. إلا أن المحبة اتجهت إليه في وحدته ويأسه وضيقة نفسه. اتجهت إليه المحبة لأن لها عينًا ترق وقلبًا يُشفق وذراعًا تخلِّص ذلك الغلام المسكين. ولماذا هذا الغلام بالذات؟ لأن الذي أحبه، أحبه فضلاً ( هو 14: 4 )، ذلك لأن المحبة هي طبيعة مَن أحب، فهي محبة لم تقف في طريقها خطايانا ومعاصينا، بل إن هذه كلها أفسحت المجال لتلك المحبة لتُعلن عن نفسها بتقديم صَفح وغفران وغُسل للخطايا ( رؤ 1: 5 )، بدمٍ كريم، كما من حملٍ بلا عيب ولا دَنَس، دم المسيح ( 1بط 1: 19 ). أ هذه المحبة هي محبة المسيح؟ نعم. فهل أََسرَت تلك المحبة قلوبنا، وأصابت بالدهشة عقولنا؟

والآن قد كبر الغلام. ويا للأسف! عندما كبر تنكَّر لتلك المحبة، وأعرض عن عبادة وخدمة مَن أحبه، وذهب إلى سوق الأباطيل. ولكن، هل تتنكَّر المحبة لمَن أحبت؟ وهل تُدير ظهرها لمَن خلَّصت وافتدت؟ وهل تتخلى عمن ضحَّت من أجله؟ ( هو 11: 2 ، 7). كلا، وألف كلا. إنها أيضًا محبة باحثة تاعبة، مُضحية من أجل مَن أحبت حتى تُعيده إلى حضنها من جديد. كيف لا، وقد ربطتنا بقيودها ( هو 11: 4 )؟ وكيف الفِكاك من رُبطها القوية؟ وهذه المحبة ما زالت في عنفوانها وقوتها، ما زالت في تأججها ولظاها ( نش 8: 6 ، 7)؛ إنها محبة ما زالت تتدفق بغزارة من قلب المسيح لكي تسترد وتهدي النفوس الهائمة، لتُريح وتسكِّن النفوس المُتعبة، لتُروي وتُنعش القلوب الظامئة، لتملأ وتُغني النفوس المشتاقة، لتدعم وتؤازر الأيدي العاملة في خدمة السيد. إنها محبة المسيح التي بلا قرار، وبلا شطئان.  إن معرفة محبة المسيح الفائقة المعرفة تملأك إلى كل ملء الله ( أع 3: 19 ).

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net