كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم ... ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضًا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم ( يو 17: 18 - 20)
هذه الكلمات الجميلة؛ يوحنا17: 18- 20، تُرينا الرب نفسه يصلي لأجلنا، كما أنها توضح لنا ما هي إرساليتنا كعاملين في حقل الرب وكسفراء عن الرب يسوع المسيح. إنه قد تركنا هنا لنكون مُمثليه، كما كان هو مُمثلاً لأبيه. وإن كنا نريد أن نعرف ما يطلب منا الرب يسوع أن نعمله، فعلينا أن نعرف ما عمله، له كل المجد، في أيام جسده.
تُرى ماذا كان الغرض الوحيد من أعمال ربنا يسوع المسيح حين «جالَ يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلِّط عليهم إبليس»؟ ( أع 10: 38 )، لا شيء سوى مجد الله الآب، فعلينا أن نجعل هذا طابعًا خاصًا لكل أعمالنا. يقول البعض: إن الغاية تبرر الوسيلة، لكن هذا تشويه للحق. فإنه حتى لو أمكنني ربح نفس بطريقة لا تمجد الله، فهذا لا يليق. لا يجب علينا أن نعوِّل على النتائج، بل علينا أن نراعي فقط مجد الله. فالعمل الذي يُعمل لأجل الله يجب أن يُعمل لمجد الله. يجب أن نعمل ما كان يفعله وما كان يقوله الرب يسوع نفسه لو كان في مكاني. فكيف أؤدي عملي كخادم؟ مثلما كان يؤديه الرب يسوع المسيح. وكيف أُبشر؟ كما كان يبشر الرب يسوع، الذي استطاع أخيرًا أن يقول: «أنا مجدتك على الأرض» و«الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم» ( يو 17: 4 ، 8). فعلينا أن نعيش أولاً لمجده، وحينئذٍ نكلم الآخرين عنه. إنه لم يَقُل: اعملوا كما أقول، بل: اعملوا كما أعمل «لأني أعطيتكم مثالاً، حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا» ( يو 13: 15 )، وماذا كانت النتيجة؟ «يؤمنون بي بكلامهم» ( يو 17: 20 ). ولكن لماذا ليس لنا مَن يؤمنون به بكلامنا؟ لأننا نظن أن الله يبارك الكلام فقط، بينما الله يبارك الحياة التي ترافق الكلام.
كم منا يريدون أن يعملوا العمل لكي يظهروا هم؟ ولكن هناك ما هو أسمى من ذلك بكثير، وهو أن نُظهر اسم الرب يسوع في كل ما نعمل. وكأنى بالرب يسوع يخاطبنا قائلاً: ”أنا مثّلت الله الآب في كل طرقي، وها أنا أُمثّلكم في السماء، وقد أرسلت لكم الروح القدس لكي يُمثّلني فيكم وبكم، فعليكم أن تُمثّلوني على الأرض التمثيل الذي يليق بي.