الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 يناير 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خُلاصة الإنجيل
.. وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب. مَن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ( يو 7: 37 ، 38)
ما أعظم كلمات المسيح هذه «إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب». ويمكن القول إن الإنجيل تُلخصه هذه الكلمات الثلاث: العطش.. ثم الإقبال .. ثم الشرب.

أولاً: العَطش: يقول المسيح «إن عطش أحدٌ». والعطش هو تعبير عن شدة الاحتياج، أو بالحري الاحتياج الذي لا ينفع لسده أي بديل سوى الشرب. فإنك إن أعطيت العطشان أي شيءٍ آخر بديلاً عن الشرب فإنه سيرفض. لا قيمة لأعظم عطايا الزمان، ما دام الإنسان عطشانًا.

والناس بصفة عامة ظامئون. لهذا تراهم يجرون لاهثين وراء أمور العالم ولذاته وشهواته. لكن هذه الأشياء بدل أن تروي النفوس، فإنها تزيدها عطشًا، كقول المسيح: «كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا» ( يو 4: 13 ).

لكن المسيح يقول: «إن عطش أحدٌ». وهذا لا يعني أن هناك أُناسًا غير عطشى أو ظامئين روحيًا في هذا العالم، بل يعني أن هناك الملايين بالأسف الذين لا يحسون بعطشهم ولا يشعرون بحاجتهم الروحية. ولهذا يوجه المسيح نداءه الحلو فقط لأولئك الذين اقتنعوا بأن أمور العالم لا تروي. فيقول: «إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب».

ثانيًا: الإقبال. يقول المسيح: «فليُقبل إليَّ». إنه لم يَقل: على العطاش أن يذهبوا إلى مكانٍ ما؛ إلى الكنيسة مثلاً، أو إلى هذه المدينة أو تلك، ولا حتى إلى هذا الإنسان أو ذاك، بل «فليُقبل إليَّ». وأن يُقبل الإنسان إلى المسيح معناه أن يتحول عن كل شيء آخر سواه، ويترك الكل عَداه. فالمسيح وحده الذي قدر أن يقول: «أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا» ( رؤ 21: 6 ).

ثالثًا: يشرب. وأن تشرب من المسيح فهذا معناه أن تخصص المسيح لك أنت شخصيًا؛ تخصصه لنفسك. وإذ تشرب منه فإنك ستشعر بالارتواء، دلالة القناعة والرضى والسرور، فالمسيح وحده هو الذي يقدر أن يُرويك ويُسعدك.

لكن المسيح قال ما هو أكثر من ذلك، لقد قال: «مَن آمن بي ـ كما قال الكتاب ـ تجري من بطنه أنهار ماء حي». فإن أتيت إلى المسيح، لن ترتوي فقط، بل سيجعلك الرب تُروي الآخرين. لن يُخلِّصك فقط، بل سيستخدمك لتخليص الآخرين. إنه سيُشبع في الجدُوب نفسك، ويُنشِّط كل عظامك، فتصير كجنةٍ ريًا، وكنبع مياهٍ لا تنقطع مياهه ( إش 58: 11 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net