الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 أكتوبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التكليف والوعد
... كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث... وأنتم شهودٌ لذلك ( لو 24: 46 - 48)
«وأنتم شهودٌ لذلك» يا له من تكليف! وما أسمى إرسالية المسيح المُقام! وما أكثرها تميزًا عن أية إرسالية أخرى! وها هو المنتصر المُقام يزوِّد مُرسليه بهذا الوعد «وها أنا أُرسل إليكم موعد أبي. فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلبَسوا قوة من الأعالي» (ع49). إنه تكليفنا اليوم، وهذه هي قوتنا أيضًا.

ثم نراه وقد «أخرجهم إلى بيت عنيا» فاصلاً إياهم عن كل نظام، بل عن كل شيء عَداه. ثم بصفته رئيس الكهنة العظيم «رفع يديه وباركهم» (ع50). آه، ما أحلى المشهد! ما أمتعه للعيون وأغلاه للقلوب! وما أسمى هذا الأمر: إنه إلى اليوم يبارك!!

«وفيما هو يباركهم، انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء» (ع51)، تاركًا في عيونهم وأذهانهم وقلوبهم صورته منطلقًا بمجده وقوة سلطانه إلى السماء، لتصبح هذه اللقطة البديعة قوتهم الدافعة للخدمة والتعب، بل وأيضًا لقبول حتى الموت ... وكيف لا، وصورة السيد الذي انتصر مطبوعة في أذهانهم.

وما أعظم ما نتج مما فعل الرب المُقام مع تلاميذه! فإذ فتح عيونهم ليروا، وألهب قلوبهم لتشعر، وهدّأ نفوسهم في داخلهم، ثم فتح أذهانهم ليفهموا، وكلَّفهم أشرف تكليف، ثم باركهم، نرى التغيير الجذري في أنهم:

«سجدوا له»: وما أروعه سجودًا عندما أدركوا أن ذاك الذي مات، مات لأجلهم؛ وأنه بعدما مات، قام بمجدٍ وارتقى إلى السماء! وإذ تنفتح العيون فنعرف حق قدره، ويلتهب القلب بمرأى جراحه، ويمتلئ الذهن بمعنى قيامته؛ هكذا تنحني القلوب، قبل الرُّكب، وتنشد الألسنة أعذب كلمات السجود.

«ورجعوا إلى أورشليم»: ويا له من رجوع! إنهم لم يعودوا للاختباء في عِلّية مغلَّقة بسبب الخوف، ولن ينطلق بعضٌ منهم في ابتعاد، ولن يعودوا للشك والإحباط والتخبط، بل سنراهم بعد أيام يهزّون المسكونة شاهدين بمجد المسيح المُقام، أن «الله قد أقامه»، ومن ثمّ ينطلقون إلى العالم أجمع مُتممين التكليف الأسمى.

«بفرحٍ عظيم» .. انتهت أيام العبوسة، فالمسيح قام ... اطمأنت القلوب أن العمل أُكمل بالتمام .. وغلب السيد أعتى أعداء الأنام .. غُمرت النفوس بالراحة والسلام .. شبعت النفوس بمشهد المُقام .. أ هناك شيء، غير الفرح عندئذٍ؟! وما زال من حقنا أن نتمتع بذاك الفرح الذي لا يُنطق به ومجيد ( 1بط 1: 8 ). فلماذا الأسى بعدُ؟!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net