الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 أكتوبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحكم على الذات
وَيحي أنا الإنسان الشقي! مَنْ ينقذني من جسد هذا الموت؟ أشكر الله بيسوع المسيح ربنا ( رو 7: 24 ، 25 )
إذا كان لنا أن نتعلم أن ليس فينا شيء صالح حسب الجسد، وأننا فسدنا بطريقة يُستعصى معها العلاج، فعلينا أن نرجع إلى الصليب. ففي الصليب كان الإعلان عن صلاح الله الكامل، وكذلك عن الصلاح الكامل لإنسان؛ هو الإنسان يسوع المسيح. فهناك ظهرت النعمة والمحبة والصلاح بكل روعتها. فكيف قابل الإنسان هذا الصلاح الكامل؟ لقد رفض تمامًا ذاك الذي أُعلن فيه كل الصلاح. لقد رفضه الإنسان، وصرخ في وجهه، سَخَر منه بأكليل من شوك، سمره على صليب ليلقي به خارج هذا العالم. كل منا كان مُمثَلاً هناك، فكل طبقات الناس كانت موجودة في هذا المشهد: المتدين والمُلحد، المتعلم والجاهل، المهذب والفظ، الكل كانوا هناك، والكل رفض مسيح الله!

ويستطيع كل منا أن يقول: ”إن منظر المسيح المرفوض قد كشف لي نفسي، وكل خبايا قلبي صارت عارية، وعرفت كيف أن الذات بغيضة تمامًا. فبالاختبار تعلمت واكتشفت دنس الجسد وبشاعته وكبرياءه وبُطله؛ بعبارة أخرى أقول إنه بالتجربة المُرّة ثبت لي أن الجسد يحب الشر. ولكن عند الصليب اكتشفت بُعدًا أفظع لطبيعة الجسد: أنه يكره الصلاح!“.

وهناك فرق بيَّن بين ما أتعلمه عن الجسد بالاختبار، وبين ما أكتشفه عنه في النور الإلهي عند الصليب. فإذا توقفت فقط عند ما اكتشفته عن الجسد في نفسي، فقد يخامرني اعتقاد أنه يمكن أن يُحسَّن، لكن الصليب أثبت أنه غير قابل للإصلاح مُطلقًا. فربما هناك أمل في تحسين مَنْ يحب الخطية، ولكن الذي يكره الصلاح هو غير قابل للتحسين أو الإصلاح.

وعندما نتعلم شر قلوبنا فإننا نجد راحة كبرى في أن نتحول عن ذواتنا إلى المسيح، وكم يُسرّ هو حينئذٍ بأن يحررنا وأن يعلن نفسه لنا بكل نعمته ومحبة قلبه.

ربما ننزعج كثيرًا عندما نكتشف شر قلوبنا، ولكن إذ يعلن المسيح لنا قلبه ويُخبرنا بمحبته بالرغم من علمه بشر قلوبنا، وإذ يقربنا إلى شخصه ويعلن لنا رغبة قلبه في أن يكون في شركة معنا، ويُرينا مجده ويُسمعنا صوته، فحينئذٍ تطرد محبته الكاملة الخوف إلى خارج، ولا يكون هناك مكان للأسف على الشر الذي فينا، أو قلق من جهة المستقبل الذي ينتظرنا، بل في كمال الإحساس بمحبته الفائقة نستطيع أن نتمتع بحلاوة الشركة معه والتكلم معه بحرية.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net