الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 أكتوبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما أصعب موت المسيح!
وإذ وُجد في الهيئة كإنسانٍ، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 8 )
كان ـ تبارك اسمه ـ عجيبًا ورائعًا في كل شيء. لم يولد أحد كما وُلد هو، ولم يَعِشْ أحد كما عاش، ولم يَمُت أحد كما مات. إنه الفريد حقًا في كل شيء!!

لقد كانت حياة المسيح سلسلة متصلة من الآلام والأحزان، فقيل عنه بحق: «رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن» ( إش 53: 3 ). لكن الأوجاع الثقيلة والحزن المُذيب كانت هناك فوق الصليب. مَنْ فينا يقدر أن يعرف ما تحمله بديلنا الكريم عندما كان مُعلقًا لأجلنا في الجلجثة؟ في الثلاث ساعات الأولى، تألم على يد الشيطان وعلى يد الإنسان، أما في الثلاث الساعات الأخيرة فقد تألم ـ بوصفه حامل الخطايا ـ على يد الله الديان. في أثنائها ضُرب الراعي رفيق رب الجنود من الرب نفسه، وتحمَّل الضربة كاملة، وشرب كأس الغضب حتى نهايتها، وقال: «قد أُكمل».

والآن دعنا نقترب من مشهد الموت نفسه. الموت بالنسبة للإنسان ـ بصفة عامة ـ هو أرهب المناظر جميعها وأفظعها. إنه كما نعلم عدو البشرية الأول. فكيف كان هذا المشهد بالنسبة للمسيح يا تُرى؟

ارفعي عينيك يا نفسي وشاهدي ربك فوق الصليب. تأملي فراش الموت الذي أُعد له. أ كان فراشًا قشيبًا؟ آه، ما أرهب ذلك المنظر! أين أحباؤه، ومُريدوه، وتلاميذه؟ مَنْ كان منهم هناك ليجفف عرقه، وليوقف نزيف دمه؟ مَنْ كان هناك ليشجعه ويواسيه، وليتصرف معه تصرفًا واحدًا رقيقًا ينعش قلبه ويشجع روحه؟ مَن كان هناك ليقدم له الماء قبيل موته لما قال: «أنا عطشان»؟

آه يا سيدي، مَن ودَّع الحياة وحيدًا تغطيه الظلال القاتمة كتلك الظلال التي أحاطت بمشهد موتك؟

لكن أرجو ـ عزيزي القارئ ـ ألا تخطئ الظن. فلم يكن هذا هزيمة للمسيح كأنه أُجبر على ذلك جبرًا. كلا، بل كان عمل تضحية رائعة، نابعة من قلب أحب بلا حدود. فهو ـ تبارك اسمه ـ ما كان ليخضع للموت نظيرنا، لكنه أذعن له بمطلق إرادته، وبموته كسر شوكة الموت. نعم، لقد كان موته موتًا نيابيًا وكفاريًا، أي أنه كان يموت بالنيابة عن كل واحد من المؤمنين به، أولئك الذين بسرور وشكر وضعوا كل ثقتهم فيه.

قد احتملت وحدكَ الـ آلام والصليبْ
والآنَ لكَ وحدكَ الـ إكرامُ يا حبيبْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net