الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 24 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إلى الصباح
بيتي الليلة، ويكون في الصباح.. وإن لم يشأ أن يقضي لكِ .. فأنا أقضي لكِ. حيٌّ هو الرب. اضطجعي إلى الصباح ( را 3: 13 )
عندما جاءت اللحظة التي تبقى فيها راعوث عند قدمي بوعز، فمن الطبيعي أن تنحصر القصة بالأكثر فيما يفعله بوعز. إنه يعمل لإشباع رغائب محبته ونعمته، ولكنه يعمل أيضًا لإشباع قلبه هو. وكل هذا يستحضر أمامنا سر المسيح الأكثر عمقًا، ورغباته من نحو كنيسته. إنه لا شيء يُرضي قلبه مثل أن يكون قديسوه معه ومثله. إن محبته تُلزمه أن يجمع رفقة محبوبيه. إننا سنذهب إلى السماء لأن المحبة تريدنا هناك. إن قلب الآب لا يكتفِ باستبعاد الخِرَق البالية من الابن الشارد وتسديد أعوازه، فلا بد أن يكون في شركة معه، وبما يتفق مع محضره؛ مع الحُلة الأولى، والحذاء في رجليه، والخاتم في يده. وكذلك لن يشبع قلب المسيح أن ينقذنا من الدينونة ويطهرنا من خطايانا فقط، بل إنه يجب أن يُحضرنا لنفسهِ لنكون معه ومثله ( 1يو 3: 2 ).

لقد جمع هذه النفوس حوله لهذا الغرض بينما كان يجتاز هذا العالم «وأقام إثنى عشر ليكونوا معه، وليُرسلهم ليكرزوا» ( مر 3: 14 ).

ولهذا الغرض صلى بقوله: «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي، حيث أكون أنا» ( يو 17: 24 ).

إنه لهذا قد مات «حتى إذا سهرنا أو نمنا نحيا جميعًا معه» ( 1تس 5: 10 ). ولهذا الغرض يخدم شعبه اليوم، ويغسل أقدامنا ليكون لنا نصيب معه ( يو 13: 8 ). ولهذا الغرض أيضًا فإنه يجعل أحد قديسيه يرقد اليوم ليكون «مع المسيح» ( في 1: 23 ).

وفي النهاية سيأتي الرب في السُحب ليستدعينا إلى بيته ليأخذنا لنفسه، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا ( يو 14: 3 )، «وهكذا نكون كل حينٍ مع الرب» ( 1تس 4: 17 ).

هذا هو الحق المبارك الذي نتعلمه عند قدميه، ليس فقط أننا نريده، بل إنه يريدنا كذلك. ونتعجب قليلاً عندما يُلزمنا أن نطلبه، ولكننا نتعجب إلى الأبد إذ إنه يطلبنا. لقد تعلَّمت مريم عند قدميه أنه يستغني عن كل خدمتنا، ولكنه لن يعمل بدوننا «أنا لحبيبي وإليَّ اشتياقه» ( نش 7: 10 )، هذا هو الحق العظيم والمجيد الذي نتعلمه عند قدميه. وهكذا تخبرنا راعوث بذات الحق عند قدمي بوعز، فقد تعلمت أنها ليست فقط تتوق إلى بوعز، بل أيضًا أن بوعز يتوق إليها. وإذ تعلمت ذلك، أمكنها أن تجلس وتنتظر بوعز لكي يتمم الأمر (ع18).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net