الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 3 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
واثقون كل حين
فإذًا نحن واثقون كل حينٍ وعالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد، فنحن متغربون عن الرب. لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان ( 2كو 5: 6 ، 7)
يا لها من لغة رائعة يستخدمها الرسول بولس؛ لغة الثقة واليقين الكُلي والدائم! وهذه يجب أن تكون لغة كل مؤمن حقيقي ”أنا واثق كل حين“.

لكن على أي شيء بنى الرسول هذه الثقة؟ ومن أين استمدها؟ هل من الظروف المستقرة حوله؟ كلا، فلقد ذكر سابقًا «لأننا نحن الأحياء نُسلَّم دائمًا للموت من أجل يسوع» ( 2كو 4: 11 ).

هل استمد ثقته من قدرات نفسية خاصة كان يتمتع بها؟ كلا، فقد أشار بوضوح «مكتئبين في كل شيءٍ، لكن غير متضايقين، مُتحيرين، لكن غير يائسين» ( 2كو 4: 8 ).

فهل كانت ثقته بسبب توافر الإمكانيات المادية له؟ كلا، فها هو يقول: «كفقراء ونحن نُغني كثيرين، كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء» ( 2كو 6: 10 ).

إذًا، فمن أين استمد هذه الثقة القوية والمستمرة؟ الإجابة: لقد كان لديه الإعلان الإلهي والروح الإلهي.

أما عن الإعلان الإلهي فاسمعه يقول: «لأننا نعلم ...» ( 2كو 5: 1 ). ثم يشرح الرسول ما أعلنه له الرب من جهة نقض الخيمة الأرضية بالموت، وما يقابل هذا من جسد ممجد هو بناءٌ من الله، بيتٌ غير مصنوع بيد، أبديٌّ. ونحن أيضًا لدينا الإعلان الإلهي الكامل في كلمة الله. وبقدر ما درسنا الكلمة، وفهمناها، وملأت كياننا، وصارت ثابتة فينا، بقدر ما امتلأنا بالثقة وسط كل الظروف «سلامةٌ جزيلةٌ لمُحبي شريعتك، وليس لهم معثرة» ( مز 119: 165 ).

أما الأمر الآخر الذي جعل الرسول يتمتع بالثقة الدائمة فهو: الروح القدس «ولكنَّ الذي صنعنا لهذا عينه هو الله، الذي أعطانا أيضًا عربون الروح» ( 2كو 5: 5 ). لقد كان يتمتع بسُكنى الروح القدس فيه، ويصفه هنا كالعربون. لقد وعدنا الرب بأجساد مُمجدة بها نستطيع أن نتمتع بالميراث المحفوظ لنا في السماوات، ومَن منا يمكنه أن يتصور أبعاد هذا الغنى الإلهي المُعدّ لنا، وهذا المجد الأبدي الذي سنوجد فيه؟ إنها أمور تفوق مدارك العقل. ولكي ما يؤكد الرب لنا ـ في نعمته الغنية ـ يقين امتلاكنا لكل هذه البركات، أعطانا عربون الروح في قلوبنا. والعربون هو تأكيد من الرب لنا، وهو أيضًا وسيلة لنتذوق ـ من الآن ـ شيئًا من الأفراح السماوية التي ننتظرها، والغبطة الأبدية التي سنوجد فيها. لذا لا عجب أن الرسول يقول: «فإذًا نحن واثقون كل حين».

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net