الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 9 نوفمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة العالم
أيها الزُناة والزواني، أَما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟
لا يمكن أن يكون كل هدفنا هو لذّاتنا، دون أن نحب العالم. فالعالم هو المكان لعرض اللذَّات، وهو المكان الذي يُشبع شهوات قلب الإنسان. واندماج المؤمن في العالم، وحبه له، هو زنا بالمعنى الروحي.

وكلمات الرسول يعقوب قاطعة وحاسمة في هذا الشأن ( يع 3: 4 ). فالعالم في حالة العصيان الصريح والعداوة لله. لقد كان الوضع هكذا منذ أن سقط الإنسان. ولكن هذا انكشف بشكلٍ تام، عندما جاء المسيح. فقد رآه العالم وكرهه هو وأباه. عندئذٍ صارت القطيعة راسخة، لا يمكن إصلاحها.

ونحن نتكلم عن العالم، بالطبع، كنظام. أما بالنسبة للبشر الذين في العالم، فنقرأ «هكذا أحب الله العالم». فنظام العالم هي موضوعنا هنا، وهو في حالة العداء التام لله. بحيث أن الارتباط بواحد منهما، معناه العداء التام للآخر.

وكلمات يعقوب مُعبرة جدًا «فمَن أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صارَ عدوًا لله». وهو لا يقول ”يكون الله عدوًا له“، بل أن العداء الكامل هو من جانب العالم، حتى أن محبة العالم لا يمكن أن تقوم إلا على أساس العداوة لله. فعلينا ألاّ ننسى هذا.

وينبغي ألاّ ننسى أيضًا، أننا نحن المؤمنين، قد صرنا في علاقة حميمة وثيقة مع الله، ولذلك إذا خُناه وأحببنا العالم، فالخطية الوحيدة التي يمكن أن يُقارن بها هذا في عالم البشر، هي خطية الزنا الشنيعة.

والآية 5 صعبة، حتى في ترجمتها. «أم تظنون أن الكتاب يقول باطلاً: الروح الذي حلَّ فينا يشتاق إلى الحسد؟». وترجمة ”داربي“ لها ”أَمْ تظنون أن الكتاب يقول باطلاً؟ هل الروح الذي اتخذ مسكنه فينا يشتهي حاسدًا؟“، ويكون معناها عندئذٍ ”أ لم يحذرنا الكتاب من هذه الأمور؟ أَوَ ليس كلامه صادقًا دائمًا؟“. فهل يمكن أن نتخيَّل ولو للحظة واحدة أن روح الله القدوس له علاقة بهذه الشهوات غير المقدسة؟

تمضي الحياةُ وشهوتُها لا بدَ تذهبُ هيئتُها
كالعشبِ تسقطُ زهرتُها غايتي المسيح

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net