الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الثلاثاء 1 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إله كل تعزية
الذي يعزينا في كل ضيقتنا، حتى نستطيع أن نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله ( 2كو 1: 4 )
كان بولس في كل ضيقاته يلمس حضور الله المعزي. وفي 2كورنثوس1: 4 يذكر واحدًا من الأسباب العديدة لتعزيته. فذلك، حتى يستطيع بدوره أن يعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي يتعزى هو بها من الله.

بالنسبة لنا، كلمة «تعزية» تعني عادة المواساة في وقت الحزن، لكن حسب استعمالها في العهد الجديد فهي تعني أكثر من ذلك. إنها تشير إلى التشجيع والنُصحِ الذي يأتينا من شخص يقف بجانبنا في وقت الحاجة. أجلْ، يجب علينا أن نذكر، عندما نتعزى، أن نمرِّر هذه التعزية للغير. علينا ألا نتحاشى غرفة المرض أو بيت النوح، بل نهرع إلى جانب مَن يحتاجون إلى التشجيع. ونحن لا نتعزَّى كي نتعزَّز براحتنا، بل لنقوم بدور المعزّين.

والسبب الذي يؤهِّل بولس لتعزية الآخرين، هو أن تعزيات المسيح تتناسب مع الآلام التي نتحملها لأجله «لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضًا» (ع5). «آلام المسيح» هنا لا تعني آلام المخلِّص الكفارية، فهذه كانت فريدة، وليس بإمكان أحد أن يشارك فيها. إلا أن المؤمنين يستطيعون أن يتألموا، وبالفعل هم يتألمون، لاتحادهم بالرب يسوع. إنهم يحتملون التعيير والرفض والعداء والكُره والإنكار والخيانة ... إلخ. وهذه توصف بأنها آلام المسيح، لأنه تحمّلها وهو على الأرض، ولأنه لا يزال يتحملها عندما يتعرض لها أعضاء جسده. لكن فكرة بولس هنا هي أنه يوجد تعويض كبير لقاء كل تلك الآلام، أي حصة موازية في تعزية المسيح، وهذه التعزية كافية، بل أكثر من كافية.

«فإن كنا نتضايق فلأجل تعزيتكم وخلاصكم» (ع7). هنا يرى الرسول الخير ناتجًا من كلا ضيقه وتعزيته، حيث أن الاثنين تقدسا بالصليب. فإن كان قد تضايق، فذاك الضيق آل إلى التعزية والخلاص للقديسين، ليس خلاص نفوسهم، بل القوة التي ستُخرجهم من تجاربهم. فإنهم سيتشجعون ويقتدون بقدرة بولس على الاحتمال والصبر، وسيقولون في أنفسهم: إن كان الله يعطيه نعمة ليتألم، فإنه سيُعطيهم هم أيضًا. إن التعزية التي نالها الرسول من شأنها أن تملأ الكورنثيين بالتعزية وتلهمهم صبر الاحتمال وهم يجوزون في الاضطهاد عينه الذي يعانيه هو. فإن الذين يمرّون في الامتحانات الصعبة والقاسية هم وحدهم المؤهَّلون أن يقولوا الكلمة المناسبة لمَن يُدعَون إلى الاجتياز في الامتحانات عينها.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net