الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشونمية وعمل إيمانها
.. بالإيمان ... أخذت نساءٌ أمواتهن بقيامة ( عب 11: 33 ، 35)
لقد كان موت الولد تجربة قاسية للمرأة الشونمية، ولكن هذه التجربة أظهرت إيمانها. فها هو الولد الوحيد بعد أن ملأ البيت بهجة ومسرة يُحمل من الحقل بألم مفاجئ ثم يختطفه الموت وهو على ركبتي أمه (2مل4)، فماذا كان تصرفها إزاء هذا الحَدَث الجلل؟

إنه بحق تصرف الإيمان؛ ففي هدوء تام، صعدت وأضجَعَت الولد الميت على سرير رجل الله، وأغلقت عليه وخرجت، ونادت رَجلها ليُرسل لها واحدًا من الغلمان وإحدى الأُتُن لتجري إلى رجل الله وترجع. ومن العجيب أن نراها محتفظة بهدوئها المعهود وسلام منقطع النظير. فعندما سألها رَجُلها عن سبب الذهاب، قالت: «سلامٌ!»، ولم تَقُل أية كلمة بخصوص موت الولد لزوجها. وعندما سألها جيحزي عن سبب المجيء، قالت: «سلامٌ»! إنها لم تَقُل ما في قلبها لأقرب الناس إليها (زوجها)، ولا لأقرب الناس لأليشع (جيحزي). لقد كانت تعلم أن حل مشكلتها لدى أليشع وحده، ولعل هذا ترجمة عملية للقول: «لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقلٍ، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع» ( في 4: 6 ، 7). إن مَن يعرف الطريق إلى عرش النعمة، لا يعرف الهم طريقًا إلى قلبه. لقد كان لها إيمان إبراهيم بالله القادر على الإقامة من الأموات. ثم نرى تمسكها برجل الله دون سواه لأنه رمز لمَن «ليس بأحد غيره الخلاص»، إذ تقول له: «حيٌ هو الرب، وحية هي نفسك، إنني لا أتركك. فقام وتبعها» (ع30).

وبعد إقامة الولد دعى أليشع أمه قائلاً: «احملي ابنك» (ع36)، أما هي فكان لديها أولويات، فأتت أولاً، وبروح الشكر العميق، سقطت على رجلي أليشع وسجدت إلى الأرض، ثم حملت ابنها وخرجت. ومع أن الابن عطية غالية وثمينة، لكن المشغولية الأعظم يجب أن تكون بالمُعطي. وها هو داود يعلن في مزمور103 «باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس» ثم يضيف: «باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حسناته». إنه يبارك الرب في ذاته وفي شخصه أولاً، ثم يباركه لأجل حسناته بعد ذلك. ولقد كافأ الرب هذا الإيمان البسيط الذي تعلق به في مشهد تعجز كل المصادر البشرية أن تعمل فيه عملاً. وتقديرًا لهذه المرأة ولإيمانها، شُهد لها بالقول: «بالإيمان ... أخذت نساء أمواتهن بقيامة»

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net