الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 16 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رجل الإيمان ورجل العيان
... وكان (نابال) سكران جدًا ... وفي الصباح .. أخبرته .. فمات قلبه داخله وصار كحجر.. وبعد نحو عشرة أيام ضرب الرب نابال فمات ( 1صم 25: 36 - 38)
ما أسوأ نهاية رجل العيان، رجل العالم. الليل كله وهو غارق في السُكر، وحين بزغ الفجر، نجده مُصابًا بالرعب إذ طعنه الفزع في قلبه، ثم نفذ سهم الموت إلى صدره فمات. وما أصدق هذه الصورة وما أكثر انطباقها على الكثيرين الذين نجح العدو في كل عصر في إغرائهم بالمطامع وإغراقهم في ملذات العالم الحاضر «لأن الذين ينامون فبالليل ينامون، والذين يسكرون فبالليل يسكرون» ( 1تس 5: 7 ) لكن آه، إن الصباح وشيك، عندئذٍ كل الخمر (رمز لأفراح العالم) ستكون قد تبخرت، وكل الملذات التي يشغل بها الشيطان الآن أرواح غير المؤمنين ستكون قد توقفت. وعندئذٍ تفاجئهم الحقيقة المُرَّة، وهي أنهم مُزمعون أن يقضوا الأبدية التعيسة مع إبليس وملائكته؛ أبدية مُريعة كلها بؤس وشقاء، بؤس مُحقق وشقاء مقيم في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت.

نلاحظ أن نابال لم يقابل داود وجهًا لوجه، ومع ذلك فإن ذات فكرة انتقام سيفه ملأت نفسه بالخوف القاتل. فما بالك إذا التقى النظر بيسوع المحتقر المرفوض؟ كم سيكون هذا المشهد أكثر رعبًا بكثير! عندئذٍ سيأخذ كل من أمثال نابال وكل من أمثال أبيجايل، مكانهم الصحيح؛ أولئك الذين عرفوا وأحبوا داود الحقيقي، وأولئك الذين رفضوه بل واستهزأوا به وعيّروه.

لقد اتحدت الكنيسة مع المسيح الملك وارتبطت به في مجده، بينما غاص العالم في خراب لا نهاية له. هذه حقائق مؤثرة وهامة، تقدمها لنا جميع الأسفار الإلهية لتنزع من قلوبنا محبة العالم الحاضر الشرير، وتربطها برُبط المحبة العميقة بشخص ابن الله الحبيب. إن مشروعات وأعمال العالم الحاضر لا تستقر على حال، بل هي في تقلب مستمر. فمشروعات التحسين، وأعمال التجارة، والتحركات السياسية، وربما الحركات الدينية، كل هذه من شأنها أن تنتج في الذهن البشري تأثيرًا مُشابهًا لِما فعلته خمر نابال. ولكن ليعلم كل واحد أن يوم الرب سيأتي كلص في الليل ( 2بط 3: 10 ).

هذه هي النهاية التي لا بد منها، والنتيجة المُرَّة المؤلمة التي تنتظر جميع الذين على شاكلة نابال المُثقلين بخمار وسُكر وهموم الحياة، الذين رفضوا تلبية نداء المسيح ولم يعطوه حقوقه. ويا ليت إلهنا في رحمته يدفع بالبعيدين إلى طريق أبيجايل التي آمنت بالحق عن داود!

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net