الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السجود بالروح والحق
... تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق... الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا ( يو 4: 23 ، 24)
عندما قال المسيح للمرأة السامرية: «الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا»، قصد أن السجود لله هو بالروح، أي بالطبيعة الجديدة التي أشار إليها المسيح في يوحنا3: 6 عندما قال: «المولود من الروح هو روح»ٌ (أي طبيعة روحية مثل المصدر الذي وُلدت منه). كما أن السجود لله هو أيضًا سجود بالحق، أي بما يتناسب مع إعلان الله عن ذاته في المسيح. وبالتالي فإن سجودنا الآن هو سجود روحي، كما أنه يتناسب مع إعلان الله الكامل في العهد الجديد.

ولاحظ كلمة «ينبغي» في كلام المسيح مع السامرية. إنها تعني أن أي سجود بخلاف ذلك ليس سجودًا على الإطلاق. نعم نحن لا نسجد للآب بعيوننا وآذاننا وأنوفنا وأصابع أيادينا. كلا، ليس بالجسد نسجد للآب، فالله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا.

وكما أن السجود الجسدي لا يصلح، لا يصلح أيضًا السجود الطقسي. هذا بعيد كل البُعد عن السجود بالروح والحق الذي تحدَّث المسيح عنه هنا، وقال إنه قد أتت ساعته! إننا إن فعلنا ذلك نكون كمَن ينبش القبور، ليُخرج نظامًا، ليس فقط عِتَق وشاخ، بل قد اضمحل فعلاً ( عب 8: 13 ). كلا أيها الأحباء، فنحن لن نُرجع الزمن إلى الوراء، ولن نوقد الشموع في وجود الشمس بكل ضيائها!

ثم إن كان السجود الطقسي والسجود الجسدي لا يصلحان، فمثلهما أيضًا مرفوض ولا يصلح السجود النفسي الذي يعتمد على الانفعالات والعواطف. كلام المسيح هنا صريح وواضح، فالله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا.

عبادتنا ليست عبادة طقسية، من فورَم جامدة أو كليشهات محفوظة، ولا هي عبادة جسدية، تعتمد على الشم أو السمع أو النظر، ولا عبادة سرية تعتمد على الأسرار، ولا عبادة نفسية عاطفية، تعتمد على إثارة العواطف، هذا كله غريب عن طابع عبادتنا المسيحية، بل إن «عبادتنا عقلية» ( رو 12: 1 )، أي معقولة كما أنها واعية «والذين يسجدون (لله) فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net