الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 ديسمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قلوب نابضة بالحب
فشقَّ الأبطال الثلاثة محلة الفلسطينيين واستقوا ماءً من بئر بيت لحم التي عند الباب، وحملوه وأتوا به إلى داود.. ( 2صم 23: 16 )
لقد دُعيَ رجال داود، بسبب اتحادهم به، لأن يحتملوا الكثير من التعب والإعياء، لكن المحبة جعلت كل شيء خفيفًا وسهلاً بالنسبة لهم، وسُجلت أسماؤهم وأعمالهم المجيدة، وتذكرها داود بالتفصيل حين استقر في مملكته، لم ينسَ أحدًا.

إن الأصحاح الثالث والعشرين من سفر صموئيل الثاني، يقدم للقارئ قائمة الشرف العظيمة، التي بلا شك ستقود ذهنه إلى الوقت الذي فيه سيكافئ الرب يسوع عبيده الأمناء، أولئك الذين ـ حُبًا في شخصه ـ وبقوة روحه، قاموا بأعمال الخدمة له في وقت رفضه. هذه الأعمال قد لا يراها أو يعرفها أو حتى يفكر فيها الناس، لكن الرب يسوع المسيح يعرفها جيدًا وسيُعلنها جهارًا من عرش مجده.

ومَن كان يستطيع أن يعرف شيئًا عن أعمال أبطال داود لو لم يسجلها الروح القدس؟ مَنْ كان يسمع بخبر الأبطال الذين شقوا محلة الفلسطينيين واستقوا الماء من بئر بيت لحم التي عند الباب؟ مَن كان يسمع بضرب أسد في وسط جُب يوم الثلج؟ وهكذا الحال الآن: كم من يد تمتد لخدمة السيد دون أن تراها أية عين بشرية؟ وكم من قلب ينبض بالحب الصادق لشخص المخلِّص دون علم أحد؟ ومَن يعرف كم هم الذين يعبدون الرب بإخلاص؟ يعرف الرب كل شيء.

ما أجمل أن نفكر من وجهة النظر هذه، خصوصًا في زمن قد سادت فيه الشكليات الباردة، مثل زماننا الحاضر. جميل أن نفكر في أولئك الذين يحبون الرب يسوع المسيح بإخلاص. هناك أيضًا للأسف مَن هم ليسوا فقط غير مُبالين بشخصه المحبوب، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك إذ يُحرِّفون الأمور المختصة به، ليجردوه من كرامته، جاعلين إياه أفضلاً قليلاً من إيليا، أو مجرد واحد من الأنبياء. لكننا ـ قارئي العزيز ـ لن نفكر في ذلك كثيرًا. إننا سنفكر في أولئك الذين جازفوا بحياتهم من أجل خاطر رئيسهم، وكانوا مستعدين أنه، في اللحظة التي ينطق فيها برغبته، يحققونها له بأي ثمن. فالمحبة لا تتوقف أبدًا لتحسب التكلفة.

كان كافيًا جدًا أن يعرف الأبطال الثلاثة أن داود يشتاق أن يشرب من بئر بيت لحم، فذهبوا ليُحضروا الماء رغم شدة الخطورة على حياتهم. ويا له من مشهد جميل! وهو عيِّنة رائعة لِما يجب أن تكون عليه الكنيسة، فلا تحب حياتها حتى الموت من أجل المسيح.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net