الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 مارس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشونمية: خضوعها وفطنتها الروحية
فقالت لرجلها: قد علمت أنه رجل الله، مقدسٌ الذي يمرُّ علينا دائمًا. فلنعمل عُلّية... حتى إذا جاء إلينا يميل إليها ( 2مل 4: 9 ، 10)
هناك درس ثمين يمكن لكل زوجة فاضلة، أن تتعلمه من هذه المرأة الشونمية العظيمة، فقد أظهرت فضيلة رائعة بخضوعها لزوجها، فلم تتخذ قرارًا بالاستقلال عنه، وأتحَدَت نفسها به، فهي بالتأكيد كانت تدرك ترتيب الله من البدء أنهما ليسا بعد اثنين بل أصبحا جسدًا واحدًا، وأنه ينبغي على المرأة أن تهاب رجُلها وتخضع له، لذلك فهي قبل أن تفعل شيئًا «قالت لرجُلها .. فلنعمل .. ونضع .. حتى إذا جاء إلينا ...» ( 2مل 4: 9 ، 10). ومن المؤكد أن خضوعها لزوجها كان مصدره طاعتها لشريعة إلهها، ففي سفر العدد30: 3- 8 نقرأ عن المرأة إن كانت لزوجٍ ونَذَرت نذرًا للرب، وسمع زوجها، فإن نهاها رجلها في يوم سمعِهِ، فسخَ نذرها الذي عليها، والرب يصفح عنها. والروح القدس يعلن في العهد الجديد «أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب... كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء» ( أف 5: 22 - 24).

كما أظهرت هذه المرأة العظيمة تمييزًا وإدراكًا وفطنة روحية ظهرت في قولها لزوجها عن أليشع رجل الله «قد علمت (أدركت) أنه رجُل الله، مقدسٌ الذي يمر علينا دائمًا». ولا شك طبعًا أن أليشع كان يتمتع بالصفات المباركة التي ميَّزته في نظر الآخرين بأنه «رجل الله، مقدس». ولكن لم يكن إقرار المرأة هذا مجرد موهبة طبيعية تميز النساء في اكتشاف حقيقة الرجال، بل يرجع لبصيرة روحية ميَّزت هذه المرأة التقية، فأدركت أنه ليس فقط مجرد رجل الله الذي يحمل كلمة الله ويُعلِّم بها، بل هو رجلٌ مقدسٌ، أي يعيش بالانفصال الحقيقي لله بطريقة عملية ملموسة، وتظهر فيه صفات أدبية سامية وأخلاقيات راقية؛ ليس أن له فقط موهبة نبوية أو معرفة كتابية أو فصاحة كلامية، فكل هذا لا تأثير له على ضمائر السامعين ما لم تصاحبه حياة الأمانة والتقوى. وخير مثال على هذا، الرسول بولس الذي يقول: «وأما الله فقد صرنا ظاهرين له، وأرجو أننا قد صرنا ظاهرين في ضمائركم أيضًا» ( 2كو 5: 11 ). وكم تحزن قلوبنا عندما نطالع قصة النبي الشيخ في 1ملوك13، الذي لم يكن مقدسًا، بل كان عثرة للآخرين.

يا ليتنا نعيش العيشة المسيحية الحقيقية حتى يميز الآخرون أننا من تلاميذ المسيح، ولنحترس من مُشاكلة هذا الدهر، ولنَعِش حياة الانفصال الحقيقي لله، مُظهرين حياة وصفات المسيح فينا.

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net