الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 7 مارس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عند صليب يسوع
وكانت واقفات عند صليب يسوع، أُمهُ، وأخت أُمهِ مريم زوجة كلُوبا، ومريم المجدلية... والتلميذ الذي كان يحبه واقفًا... ( يو 19: 25 ، 26)
إن يوحنا يُعتبر رمزًا لأولئك القلائل المكرسين الذين وقفوا عند صليب يسوع. ونقرأ في إنجيل يوحنا عن آخرين وقفوا، لكن في ظروف مختلفة تمامًا: «وكان يهوذا مُسلِّمه أيضًا واقفًا معهم» ( يو 18: 5 ). إن الخائن الذي سلَّم الرب، الذي باعه بثلاثين من الفضة، وقف برفقة أولئك الذين كانوا مُزمعين أن يأخذوا يسوع!

«وكان العبيد والخدام واقفين، وهم قد أضرموا جمرًا لأنه كان بَردٌ، وكانوا يصطلون، وكان بطرس واقفًا معهم يصطلي» ( يو 18: 18 ). وهنا نرى بطرس الواثق في نفسه، تلميذًا حقيقيًا وليس مثل يهوذا الخائن، لكنه وقف يدفئ نفسه مع أولئك الذين كانوا يضربون الرب، ولا يقول شيئًا. والحقيقة أنه بعد قليل، أنكر ربه.

دعونا نسأل أنفسنا إذا كنا نظير بطرس ندفئ أنفسنا بنار هذا العالم؟ هل نسعى أن نكون موضع قبول وترحيب من رجال ونساء العالم الذين رفضوا المسيح؟ إذا كنا نحتفظ بهذا النوع من الرِفقة، فإن هذا سيقودنا بالمِثل إلى إنكار الرب يسوع.

وقف يوحنا عند الصليب! لا شك أنه في البداية قد هرب مثل الباقين، لكنه عاد مرة أخرى. وهنا، بجانب النساء وقف. والكتاب المقدس لا يسجل أي كلمات نطق بها في هذا الوقت. مع ذلك، بينما هو واقف هناك ونظر إلى سيده، أعتقد أن قلبه قال: ”سيدي، إنني إلى جانبك، مهما كلفني ذلك“. وقد رأى يوحنا ما قد فعله العالم ليسوع، فقال للعالم: ”وداعًا“.

إن الجنود والكهنة والرؤساء الواقفين هناك، كان من الممكن أن يقولوا ليوحنا: ”إن مكانك الأقرب هو على الصليب“. لقد حسب يوحنا الكُلفة وكان مستعدًا لها. وفيما بعد، كان سيقاسي النفي في بطمس. إذًا بالنسبة لنا نرى هنا تحدي الصليب.

في إنجيل يوحنا، نقرأ عن ضرورة الصليب ( يو 3: 14 )، وعن ما يُظهره الصليب مُعلنًا مَن هو يسوع ( يو 8: 28 )، وعن جاذبية الصليب ( يو 12: 32 )، وعن تحدي الصليب ( يو 19: 26 ). هل نحن نقف عند ذلك الصليب اليوم؟ هذا ليس مجرد الوقوف عند حقائق الصليب: الفداء، المصالحة .. إلخ. لكن أن يكون في قلوبنا شعور حقيقي بما فعله العالم لربنا يسوع، فلا نحب العالم ولا الأشياء التي في العالم. ( 1يو 2: 15 ).

جون فليت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net