الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 2 إبريل 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
استفانوس شهيدك
فقلت يا رب ... وحين سُفِكَ دم إستفانوس شهيدك، كنت أنا واقفًا وراضيًا بقتله ... ( أع 22: 19 ، 20)
كان ”استفانوس“ رجلاً ”مشهودًا له“ و«ممتلئًا من الروح القدس والحكمة والإيمان» ( أع 6: 3 ، 5). وكانت خدمته في بادئ الأمر خدمة مادية، ولكن الرب كان يرى لاستفانوس شهادة خارجية ستتسع فيما بعد. كان استفانوس «مملُوًا إيمانًا وقوة» ( أع 6: 8 )، وسرعان ما نهض قوم وقاوموه (ع9)، ولما لم يتمكنوا من مقاومة الحكمة والروح الذي كان يتكلم به، دَسُّوا لرجالٍ ليتهموه بتُهم مُشابهة للتهم التي وُجهت للرب يسوع: تدمير الهيكل، والتجديف على الله وعلى الناموس. وحانت بذلك الفرصة لاستفانوس ليشهد لليهود شهادة خاصة مؤسسة على الكلمة بتقديمه إياه مشورة الله من إبراهيم حتى المسيح.

ومجد الله أحاط بعِظته. في البداية «ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم» ( أع 7: 2 )، وفي نهاية كلمته التي انقطعت فجأةً، رفع عينيه إلى السماء «فرأى مجد الله» (ع55)، وانعكس ذلك المجد على وجهه «ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك» ( أع 6: 15 ). يعقوب عند أسفل السلّم رأى الملائكة صاعدة ونازلة عليها، ولكن استفانوس، عند رأس السلّم، إذا صحّ القول، نظر «مجد الرب بوجه مكشوف، ... (وتغيَّر) إلى تلك الصورة عينها» ( 2كو 3: 18 ).

أية شجاعة وأي هدوء ظهرا عليه أمام مُشتكيه (ع51- 55)، قبل الرجم، وبينما كان الكل يشتعل غضبًا ويصرّ بأسنانه عليه، رأى استفانوس وهو ممتلئ من الروح القدس «السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله» ( أع 7: 56 ). لماذا قائمًا؟ هل كان الرب يسوع هناك مستعدًا لاستقبال أول الشهداء؟ هل هو مستعد أيضًا للعودة لشعبه إذا كان تم قبول شهادة استفانوس؟

وكم نرى تشابهًا عجيبًا مع سيده في تلك اللحظات الأخيرة. قال الرب يسوع: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي»، وهو مَن كان يستطيع أن يأخذ روحه بإرادته من جسده ( يو 10: 18 ). وقال استفانوس: «أيها الرب يسوع اقبل روحي» ( أع 7: 59 ). وقال الرب يسوع: «يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون». لم يستطع استفانوس أن يقول ذلك لأن زمن الجهل كان قد مضى، ولأن اليهود رفضوا مسياهم بإرادتهم، لكن صلاته كانت ممتلئة محبة: «يا رب، لا تُقِم لهم هذه الخطية». وقيل عن الرب إنه «أسلم الروح» ( مت 27: 50 )، وعن استفانوس إنه «رقد»، لكنه سيقوم مع كل المؤمنين في قيامة الأبرار «أشبع إذا استيقظت بشبَهَك» ( مز 17: 15 ).

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net