الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 7 إبريل 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُعزون ليسوا مُتعبين
مباركٌ الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل تعزية، الذي يعزينا في كل ضيقتنا ... ( 2كو 1: 3 ، 4)
قال أيوب: «مُعزون مُتعبون كلكم» ( أي 16: 2 )، هذا لأنه عانى من أصحابه الثلاثة الذين ربما ظنوا أنهم يعزونه، ولم يدروا أنهم يتعبونه، هذا لأنهم لم يكونوا في محضر الرب، وبالتالي لم يستقوا أفكارهم منه، بل كانت كلماتهم مبنية إما على خبرات السابقين أو الآراء الشخصية.

لكن هذا لا ينطبق على كل تعزية تأتي إلينا من الآخرين، فهناك تعزية مصدرها الله، وعندما يرسلها لنا من خلال المؤمنين كأنه هو بنفسه الذي يعزينا، وهؤلاء قد يكون الرب عمل فيهم بالألم، وهذا ما نراه في حياة بولس إذ قال: «مباركٌ الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل تعزية، الذي يعزينا في كل ضيقتنا، حتى نستطيع أن نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله» ( 2كو 1: 3 ، 4).

فبولس أخذ من الرب معونة وتعزية خلال تجاربه، أصبحت هذه التعزية رصيدًا لحساب المؤمنين في التجارب التي يواجهونها، وبالتالي يستطيع بولس أن يقدم لهم من ذات نوع التعزية التي أخذها من الرب لتعزيتهم. هذا خلاف أن تعزيته كانت من خلال اختبار، وهو في هذا يُشبه سيده، ولو في زاوية صغيرة، ذاك الذي كُتب عنه: «لأنه في ما هو قد تألم مُجربًا يقدر أن يعين المجربين» ( عب 2: 18 )، فلم تكن تعزيته من برج عالٍ وكأنه لا يشعر بآلام مَنْ يعزيهم فيقسو عليهم، وربما يوجه لهم اللوم، بل هي تعزية مصدرها الله تصدر من شخص له أحشاء المسيح، يشعر من واقع الاختبار بما تجتاز فيه النفس المُجربة من مرارة، وربما يكون هذا سبب من أسباب سماح الله لنا بالتجارب.

إن كان الله في حكمته يسمح لنا بضغوط، لكنه من جهة أخرى يرسل لنا تعزيات ومعونات لنستطيع أن نحتمل، وهذه التعزيات قد يعطيها لنا الرب مباشرة أو قد يرسلها لنا من خلال آخرين. والتعزية هي شعور بالراحة يعطيها الرب لنا في داخلنا، من خلاله يُشعرنا بأن الظروف التي نمر بها ليست بلا رجاء، أو ليست بدون نظير، كما يصورها لنا إبليس، بل لها مخارج، والله قادر أن يُخرجنا من وجه الضيق إلى رَحبٍ لا حصر فيه، وحتى لو سمح لنا أن نجتاز في وادي ظل الموت فله في الموت مخارج، وأنه يقصد من وراء الضيق الخير والبركة.

أنور داود
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net