الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 15 مايو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مسح الكهنة وتطهير الأبرص
والفاضل من الزيت الذي في كف الكاهن يجعله على رأس المتطهر، ويكفِّر عنه الكاهن أمام الرب ( لا 14: 18 )
كان الزيت ـ في العهد القديم ـ يُستخدم في مسح الكهنة ( لا 8: 22 - 30)، وفي شريعة تطهير الأبرص ( لا 14: 1 - 20). وليس عبثًا أن يتكرر هذا الرمز عينه في حالتين قد تبدوان وكأنه لا علاقة للواحدة بالأخرى: تطهير الأبرص، ومسح الكهنة. لكن في الواقع أن الارتباط كبير بينهما في ضوء العهد الجديد. فلقد كنا ـ نحن المؤمنين ـ بُرصًا نجسين روحيًا، لا علاقة لنا مع الله ومع مقادسه، بل كان مكاننا خارج المحلة (لا13)، فأصبحنا كهنة لله، لنا حق الدخول لا إلى القدس فقط، بل إلى «الأقداس»، إلى السماء عينها، إلى محضر الله ذاته ( عب 10: 19 رؤ 1: 5 ). فحق لنا أن نتغنى بفضل المسيح قائلين: «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه، وجعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه» (رؤ1: 5، 6). ولهذا فيمكن تطبيق هذين الرمزين علينا: سواء رمز تطهير الأبرص، أو رمز مسح الكهنة.

وفي هاتين الحالتين كان يوضع الزيت على الشخص تاليًا لوضع الدم عليه. فإذا عرفنا أن دم الذبيحة يشير إلى دم المسيح، وأن الزيت يشير إلى الروح القدس، فإن الرمز هنا يعني بكل وضوح أن الروح القدس ما كان ممكنًا أن يأتي ليحل على المؤمنين، ما لم يُسفك دم المسيح أولاً، وهو الأمر الذي تم في صليب الجلجثة. وبذلك نكون قد تمتعنا ببركتين عظيمتين، واحدة كانت بفضل عمل المسيح لأجلنا، والثانية بفضل عمل الروح القدس فينا. فلقد طهرنا من الخطية، وهي في نظر الله أكثر بشاعة جدًا من البرص، وهذا التطهير تمّ بفضل دم المسيح ( 1يو 1: 7 )، كما تقدسنا بروح الله القدوس لنكون كهنة لله. وحقًا ما أعظم إلهنا، الذي يغفر ويغدق في الوقت ذاته. فبعد أن غفر لنا الذنوب على أساس دم المسيح، قدَّم لنا أعظم عطاياه وهو الروح القدس.

ولا تنتهي المُشابهات بين مسح الكهنة بالزيت يوم تقديسه، ومسح الأبرص بالزيت يوم طُهره، عند حد تطبيق الدم أولاً ثم يليه تطبيق الزيت، بل إنه في الحالتين كان يتم مسح الأذن اليُمنى، وإبهام اليد اليُمنى، وإبهام الرِجْل اليُمنى. والأُذن تمثل كل ملكات الاستقبال والإدراك، واليد كل إمكانيات العمل والخدمة، والرِجْل كل وسائل التحرك والتنقل. بالروح القدس نستقبل ونميِّز، وبالروح نعمل ونخدم، وبالروح نسلك ونسير. بكلمات أخرى: ما عُدنا نسمع إلا صوت راعينا الحنون، ولا نعمل إلا رضاه، ولا نسلك إلا في طرقه.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net