الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 مايو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تدهَّني والبسي ثيابك
وقالت لها نعمي حماتها: ... أَ ليس بوعز ذا قرابةٍ لنا ... ها هو يُذري بيدر الشعير الليلة. فاغتسلي وتدهني والبسي ثيابك وانزلي إلى البيدر ( را 3: 1 - 3)
إذا تحققنا ارتباطنا بالمسيح، فهو لنا كما أننا نحن له، وبالتأكيد فإننا سنطلب رفقته. إن إدراكنا لحضرته يتطلب منا أن تكون نفوسنا في حالة، كما عبَّرت نعمي لراعوث بقولها: «فاغتسلي وتدهني والبسي ثيابك».

لم يكن على راعوث أن تغتسل فحَسبْ، ولكن أن تتدهن أيضًا. إنه لا يكفي تطهير الفكر من التأثيرات التي تنجس، بل نحتاج أن نتذكَّر تحريض الرسول: «كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسرّ، كل ما صيته حسنٌ، إن كانت فضيلة وإن كان مدح، ففي هذه افتكروا» ( في 4: 8 ). فالاغتسال أمر سلبي، إذ يزيل النجاسات. أما التدهن فأمر إيجابي إذ يترك رائحة جميلة. إننا لا نحتاج أن تكون أفكارنا وعواطفنا قد تطهرت من التأثيرات الدنسة فحَسب، بل أن تكون مشغولة بالمسيح حتى تتصاعد منا رائحة المسيح التي تتوافق مع الشركة في المسيح.

وماذا بعد التدهن؟ تقول نعمي «والبسي ثيابك». أفلا تتكلم هذه عن البز أو الكتان النقي أي البر العملي للقديسين؟ وإذا كان العدد8 من فيلبي4 يتكلم عن التدهن، أ فلا يتكلم العدد الذي يليه عن الثياب؛ أي البر العملي؟ لذلك يقول الرسول: «وما تعلمتوه، وتسلمتموه، وسمعتموه، ورأيتموه فيَّ، فهذا افعلوا، وإله السلام يكون معكم» ( في 4: 9 ). أ لنا إحساس عميق بحلاوة المسيح، فلا نشتهي برغبة قوية سوى رفقته والإحساس بمحضره؟ إن مثل تلك الرغبات تقود إلى تدريب أكثر فتُحفظ أفكارنا وعواطفنا، كلماتنا وطرقنا، من كل تأثيرات تدنسها، فنرتبط بما يتفق والمسيح.

ثم كان على راعوث أن تضطجع عند قدمي بوعز وتُصغي إلى كلماته، كما قالت نعمي: «وهو يُخبرك بما تعملين». أ فلا يقودنا هذا إلى ذلك المشهد الحلو في بيت عنيا حيث يَرِد وصفه في لوقا10 إذ نقرأ عن مريم أنها «جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه». أ ليس ذلك ما ينقصنا كثيرًا جدًا في يومنا هذا؟ ففي إيقاع الحياة السريع والصاخب لم يَعُد إلا الوقت القليل لننفرد مع الرب لنسمع كلامه. وبالرغم من ذلك يقول الرب: «الحاجة إلى واحد». ليتنا نسمع صوت الرب بواسطة نعمي، ونُجيب مثل راعوث: «كل ما قلتِ أصنع». ولذلك «اغتسلت» و«تدهنت» و«لبست ثيابها». ليتنا نجلس في حضرته ونسمع كلامه.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net