الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 17 مايو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المتألم القدوس
فإن المسيح أيضًا تألم مرةً واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة ... ( 1بط 3: 18 )
الابن الذي هو في حضن الآب قبل كون العالم، أتى في ملء الزمان مولودًا من امرأة «ولكن الذي وُضع قليلاً عن الملائكة ... من أجل ألم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحدٍ» ( عب 2: 9 ) أتى ليخلِّص ويفدي، من ثمّ مات من أجل الأثمة. لقد مجَّد أباه على الأرض، والعمل الذي أعطاه إياه الآب ليعمله قد أكمله. كان موته كذبيحة عن الخطية لأجل مجد الله. الراعي الصالح بذل نفسه لأجل الخراف بذلاً كاملاً لا حد له، بذلاً كان باعثًا آخر لأن يحبه الآب «لهذا يحبني الآب، لأني أضع نفسي لآخُذها أيضًا ... هذه الوصية قبلتها من أبي» ( يو 10: 17 ، 18).

موت الصليب فريد في بابه وليس له نظير، لا يتكرر بسبب فاعليته الأبدية. أي إنسان في وسعهِ أن يعبِّر عن هذه الأحزان، أو يصف هول آلام الجلجثة حينما المسيح حمل خطايا الكثيرين في الساعة الرهيبة، لما ملأ الضعف نفسه، لما يبست مثل شقفة قوته، ولصق لسانه بحنكه، وانفصلت كل عظامه، وذاب قلبه وسط أمعائه. آه، يا لعمق حزنه وقسوة آلامه التي لا يُعبَّر عنها!

وقد دان الله «الخطية في الجسد» فصرخ المسيح متألمًا «إلهي إلهي، لماذا تركتني، بعيدًا عن خلاصي، عن كلام زفيري؟ إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدوَّ لي» ( مز 22: 1 ، 2). حينما كسر العار قلبه المُحب، وضُرب القدوس وجُلد ودُقت المسامير في يديه ورجليه، لم يقف بجانبه ملاك يشدده ولا مُحب ولا صديق يُطيِّب خاطره ويعضده، ومُنعت الشمس عن أن تُنير مشهد ذاك الكامل في إيمانه، كما يدل عليه صراخه، مُبررًا يهوه، ساجدًا له، مُخاطبًا إياه «وأنت القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل» ( مز 22: 3 ). وهكذا استطاع الابن أن يمجّد الآب.

قَاسَى ربي كلَّ هذا وتحمَّلَ العنا
بل وسيفُ العدلِ جازَ فيهِ كي أنجو أنا
نكَّس الرأسَ أخيرًا مائتًا عن الخطاهْ
فَلَكَ نجثو بحبٍ أيُّها الربُ الإلهْ

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net