الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 25 مايو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَعطوهم أنتم ليأكلوا
اصرفهم لكي يمضوا إلى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزًا، لأن ليس عندهم ما يأكلون. فأجاب وقال لهم: أَعطوهم أنتم ليأكلوا ( مر 6: 36 ، 37)
كان حول الرب جمع كبير من أُناس جائعين والوقت كان قد مضى، وأمام حالة كهذه، أتى التلاميذ إلى السيد وقالوا له: «اصرفهم». أخشى أن يكون الكثيرون منا الآن مثل هؤلاء التلاميذ قديمًا، يقولون: ”اصرفهم، لا نريد أن نُثقل بهذه الجموع الجائعة، لا نريد أن تكون أعوازهم سبب مشغولية لنا“.

لاحظ أن التلاميذ لا ينكرون حاجة الجموع إلى الطعام، يقولون: «اصرفهم لكي يمضوا إلى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزًا». ومعنى كلمة «اصرفهم»، أبعدهم عنك.

أيها الأحباء: أ نقول نحن هكذا؟ أخشى أننا نقوله في بعض الأحيان. يقول السيد: «أعطوهم أنتم ليأكلوا». ليت الرب يجعل آذاننا تستمع لهذا الصوت.

أيها الأحباء: هل فكرتم في أن تُعطوا الآخرين ليأكلوا، أم لا تفكرون سوى في إطعام أنفسكم؟ هل فكرتم أن كثيرين حولكم جياع روحيًا، يموتون من عدم الطعام الروحي؟ أوَ لم تسمعوا كلمات السيد القائلة: «أَعطوهم أنتم ليأكلوا»؟ إن كلماته هذه توبخ الكثيرين من المؤمنين، وهي كلمات ترن في آذاننا على الدوام: «أعطوهم أنتم ليأكلوا».

إن التلاميذ فكَّروا فقط في قلة ما بين أيديهم، وقالوا ما معناه كيف نستطيع نحن الفقراء المساكين أن نعطيهم ليأكلوا؟ وهذه هي على الدوام لغة عدم الإيمان، لغة الاتكال على المصادر البشرية دون النظر إلى بركة الرب التي تُغني.

ليت الرب الذي قال في مناسبة أخرى «إني أُشفق على الجمع» ( مر 8: 2 )، يَهَبنا مقدارًا أكبر من شفقته فنذكر، بالصلاة والخدمة، نفوس الخطاة المساكين. كم من نفوس حولنا تهلك جوعًا، ونحن لا نبالي، مع أننا نستطيع أن نقدم لها خبز الحياة. ما أخطر هذا! أسألك يا عزيزي: هل جدران غرفتك تشهد عن تضرعاتك إلى الله من أجل هذه النفوس المسكينة؟ هل تسير وعيناك مفتوحتان لترى كل فرصة يعطيك إياها الرب لخدمة هذه النفوس، معتمدًا على قوة الروح القدس؟ لا تَقُل إني لم أُدعَ لهذه الخدمة، وهي من عمل غيري، فهذا العذر باطل، وإن كان يدل على شيء فإنما يدل على عدم رغبة القلب في خدمة النفوس التي مات الرب على خشبة العار من أجلها. ليتك يا مَن وأنت تهلك جوعًا، قد قُدم لك خبز الحياة فشبعت به، تشعر بمسؤوليتك من ناحية مَن هم في شديد الحاجة إلى هذا الخبز.

أزوالد ج. سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net