الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 يونيو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أعظم نعمة وأقرب قرابة
لأنه لاقَ بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل، وهو آتٍ بأبناءٍ كثيرين إلى المجد، أن يكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام ( عب 2: 10 )
بالنعمة وحدها وبالمحبة الفائقة أتى ابن الله ربنا يسوع المسيح في صورة الناس.

كان مما يتوافق تمامًا مع أفكار الله، ومما يناسب كل المناسبة طبيعة الله، أن يأتي بأُناسٍ كثيرين إلى المجد. هذا هو غرض الله العظيم. وفي أية نسبة يأتي بهم؟ كان قصده السامي الكريم أن يأتي بهم في أقرب قرابة إليه، في علاقة عزيزة أبدية معه كأولاد وأبناء. كان يمكن أن يكون الإحسان الإلهي لأُناس مثلنا مُقتصرًا على فداء يعطينا مكانًا آمنًا من الدينونة فقط، لكن أفكار الله من جهتنا نابعة من طبيعة عميقة الصلاح وكثيرة المحبة، لذلك هي أسمى من ذلك بكثير. لقد أراد الله أن يكون له أولاد يملأون دائرة مجده في كل قرابة وفرح الوجود في حضرته كالآب.

هذا العمل العظيم المبارك كان يجب أن يكون كاملاً من كل وجه، وأن يُعمل بكيفية تليق بطبيعة الله وبصفاته. كان يجب أن تتفق كيفية إنجاز هذا العمل مع قداسة الله التي لم يكن ممكنًا له على الإطلاق أن يتجاوز عنها، وأن تتفق مع بره ومع كل صفة من صفاته، ومع كل مقتضيات عرشه، في حين أن الناس الذين سيؤتى بهم إلى دوائر مجده في قرابة البنين، نجسون وعصاه وساقطون بالخطية. لذلك أنجز الله هذا العمل العظيم بأن كمَّل رئيس الخلاص وصانع الفداء بالآلام.

وما معنى أنه كان يجب أن «يُكمَّل» المسيح بالآلام؟ إن كل مسيحي مؤمن يعلم علم اليقين أن الرب يسوع المسيح قدوس وكامل؛ قداسة مُطلقة وكمالاً مُطلقًا. وأي شبه ظن بعدم الكمال فيما يتعلق بشخصه هو فكر تجديفي رهيب. ولكن لكي يكون رئيسًا للخلاص، كان لا بد أن يتكبد الكُلفة وأن ينحني متألمًا تحت أجرة الخطية. والواقع أنه بدون آلام الصليب ما كان لنا خلاص بالمرة، بل إن كمال الرب يسوع المسيح ما كان لينفعنا، بل بالحري كان يرهبنا ويديننا، لو أنه لم يَذُق بالنعمة آلام الصليب. كان كماله الفائق المطلق يكشف خرابنا وفسادنا وعدم استحقاقنا لشيء إلا للهلاك الأبدي. لكننا تطهرنا بدمه المسفوك الذي يعني ألم الموت لأجلنا «وإذ كُمِّل صارَ لجميع الذين يُطيعونه (لكل مَن يؤمن به)، سبب خلاصٍ أبدي» ( عب 5: 9 ).

أدولف سفير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net