الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 27 يونيو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السجود وبركات الله
فأخرجنا الرب من مصر... وأعطانا هذه الأرض، أرضًا تفيض لبنًا وعسلاً. فالآن هأنذا قد أتيت بأول ثمر الأرض التي أعطيتني يا رب .. ( تث 26: 8 - 10)
إن الساجد الحقيقي هو شخص باركه الله، وقد تعلم أن يأخذ باكورة حصاده الذي باركه به الله، ويقدمها للرب كصورة للسجود. ومواعيد الله لإسرائيل كانت مؤقتة ومادية، وكانت مشروطة بطاعتهم لوصاياه (تث28) وبالمقارنة مع بركات إسرائيل الأرضية، فإن بركاتنا نحن أبدية وروحية، وما أجمل افتتاحية رسالة أفسس: «مباركٌ الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح»، ثم يستطرد الرسول مُعددًا بعض هذه البركات مثل كون المؤمن مختارًا، مُعينًا، مفديًا ... إلخ. ثم يشير الرسول إلى النتائج البعيدة التي تنتج عن منح هذه البركات، وسوف تقود أولاً إلى مدح مجد نعمة الآب الذي خططها، ومجد نعمة الابن الذي هيأها، ومجد نعمة الروح القدس الذي عضدها، أي جعلها حقيقة في اختبار المؤمن ( أف 1: 6 ، 12، 14).

وهكذا في العهدين القديم والجديد لا يأتي الساجد ليأخذ بركة، بل إنه يأتي لأنه قد بُورِك فعلاً. وربما يمكننا وصف المؤمن الساجد بهذه الكلمات: ”إنه الشخص الذي باركه الله“.

كثيرون من المؤمنين يمكن أن نَصِفهم بأنهم ”الطالبون“. فكل مرة يأتون فيها إلى حضرة الله إنما ليطلبوا أن ”يعطيهم شيئًا“؛ أعطني هذا وأعطني ذاك! هذه هي صرختهم الرتيبة الدائمة، وهم كالأطفال الصغار الذين يأتون إلى والديهم لكي يأخذوا منهم شيئًا فقط، ولم يفكروا أن يقدموا شيئًا في المقابل. هناك قصة عن فتاة صغيرة سببت سعادة كبيرة لأمها، فقد عادت يومًا من لعبها وجلست على مقعد وراحت تتأمل أمها، وهي تكوي الملابس، فسألتها الأم: ماذا تريدين يا عزيزتي؟ أجابت الفتاة: لا أريد شيئًا يا أمي، إنني فقط أريد أن أجلس وأنظر إليكِ، لأني أحبك.

ولكن وا أسفاه! ما أقل السجود الذي يتلقاه الله من أولاده، وكم من اجتماعات للسجود وتسمع أحدهم فيها قائلاً: ”يا رب ساعدنا لنسجد“، ”يا رب باركنا“! ولكن الشخص الموصوف في تثنية26 لم يَقُل: ساعدني يا رب لكي أُحضر سلتي مملوءة بأول الثمار، ولكنه أحضرها. واجتماع السجود ليس غرضه الحصول على قوة للصلاة من أجل السجود، ولكنه لتقديم سجودنا الفعلي لله، والنتيجة المنطقية هي: إن رُفعت صلوات كافية قبل اجتماع السجود، لن تكون هناك حاجة للصلاة في اجتماع السجود.

الفريد ب. جيبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net