الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 يوليو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبو الأنوار
كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران ( يع 1: 17 )
إن الله أبعد من أن يكون مصدرًا للتجارب، بل هو مصدر ومعطي «كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة». ويؤكد الرسول يعقوب تمامًا على هذه النقطة، ولا يسمح على الإطلاق بالخطأ في فهمها، إذ يقول: «لا تضلوا يا إخوتي الأحباء». والآيات من 16- 18 من يعقوب1، تكوّن فصلاً قصيرًا، يقدم لنا الله في صورة مباركة. فهو ليس فقط مصدر كل عطية صالحة وموهبة تامة، بل إنه أيضًا «أبو الأنوار». فنور الخليقة جاء منه، وكل شعاع نور حقيقي يضيء الضمير أو القلب أو الذهن هو مصدره، وكل معرفة حقيقية نعرفها هي نتيجة الإعلان الإلهي، وهو «أبو» أو ”مصدر“ كل نور. فنور الإنسان غير مضمون، ونور العلم المزعوم متغير؛ فهو يسطع، ثم يخبو، ثم يظهر من جديد، ويتوهج ثم يتضاءل ويتلاشى في النهاية بمجيء جيل جديد يشعر أنه يعرف أكثر من الجيل السابق. ولكن مع «أبي الأنوار»، ومع كل النور الصادر عنه، ليس هناك تغيير ولا ظل دوران. فلنبارك الله على هذا.

إلا أن هذا الفصل يُبرز أمرًا ثالثًا. فليس فقط أن الله هو مصدر كل عطية صالحة وموهبة تامة، وأنه أبو الأنوار التي لا تتغير، بل أنه هو أبونا. فقد شاء فولدنا حسب مسرة مشيئته. والمكانة التي نحن فيها هي حسب مسرته الإلهية، وليس حسب أفكارنا أو إرادتنا، التي هي بطبيعتها ساقطة ومرفوضة، وهي أيضًا حسب «كلمة الحق» التي «شاء فولدنا» بها (ع18).

والشيطان هو أبو الأكاذيب، والعالم اليوم من صنعته، وقد بدأها بالكذبة في تكوين3: 4 «فقالت الحية للمرأة: لن تموتا! بل الله عالمٌ أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر». ولكن على النقيض التام لهذا، المؤمن قد وُلد بكلمة الحق. وشيئًا فشيئًا سيجعل الله من العالم عالم الحق، ولكن إلى ذلك الحين نحن باكورة هذه الخليقة الجديدة.

أ ليس هذا عجيبًا؟! قد يكون القارئ الحصيف قد استنتج الحقيقة أن المؤمن لا بد أن يكون كائنًا عجيبًا (غير عادي)، حيث إنه وُلد من الله. ويمكن أن نقول: ”إذا كان الله هو مصدر كل عطية صالحة وموهبة تامة، وإذا كان هو مصدر النور الذي لا يتغير ولا يتحول، إذًا، إذا صار هو مصدر خليقة جديدة، فكم تكون هذه الخليقة عجيبة“!

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net