الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 12 يوليو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأوَّلُ والآخِرُ
... لا تخف، أنا هو الأول والآخر، والحي وكنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين! آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت ( رؤ 1: 17 ، 18)
لقد قال المسيح إنه هو الأول والآخر، البداية والنهاية، الألف والياء. فلقد قال لعبده يوحنا في سفر الرؤيا: «لا تخف، أنا هو الأول والآخر» ( رؤ 1: !7)، وقال لملاك كنيسة سميرنا: «هذا يقوله الأول والآخر، الذي كان ميتًا فعاش» ( رؤ 2: 8 )، ومرة أخرى: «قال لي: قد تمَّ! أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا» ( رؤ 21: 6 ). كما قال أيضًا: «أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر» ( رؤ 22: 13 ).

لقد قال الرب هذا الكلام ليوحنا، عندما سقط يوحنا عند رجليه كميت. لكن، إن كان ـ من جانب يوحنا ـ حدث الخوف والفزع، فمن جانب المسيح أتت تلك الإعلانات السامية عن شخصه، مُستخدمًا التعبيرات الخاصة بالله دون سواه. فمَن سوى الله يمكن أن يكون «الأول والآخر، البداية والنهاية، الألف والياء». وهذا التعبير لا يَرِد في كل الكتاب سوى في نبوة إشعياء، ويَرِد فيها ثلاث مرات ( إش 41: 4 إش 41: 4 إش 44: 6 )، كلها عن الرب (يهوه)، مما يدل على أن هذا التعبير إلهي. فالله هو وحده ـ كما عبَّر إشعياء في الآية الأولى ( إش 48: 12 ) الذي يقف خارج التاريخ، خارج تاريخ الفداء (إش44: 6)، وخارج تاريخ الخليقة (إش48: 12). إن الزمان ضيفٌ عليه! هو الأول ولا شيء قبله. هو علّة كل شيء وليس له علّة. ثم إنه هو الآخر، وليس بعده شيء. هو المآل لكل خليقته. وعندما يكرر الوحي هذا الفكر ثلاث مرات: الأول والآخر، البداية والنهاية، الألف والياء، فإن هذا لا يمكن أن ينطبق إلا على الله وحده.

لقد قيل أيضًا عن المسيح في كولوسي1: 17 إنه «قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل». كل شيء يستمد الأصل والوجود منه. وإليه يؤول كل شيء. إنه الأول في كل مجال، وهو الآخر لكل مدى. هو يحتوي الكل، وخارجه لا يوجد سوى العَدَم. إنه تعبير يدل على الأولوية الكاملة والتفوق المُطلق.

من جهة الزمان هو الأول، ومن جهة الأبدية هو الآخر. بكلمات أخرى هو الأزلي الأبدي. أو هو الكائن بذاته والواجب الوجود. وعليه فإنه في ضوء الإعلان الصريح عن الله باعتباره ”الأول والآخِر“، وعن المسيح باعتباره ”الأول والآخِر“، يتضح على الفور أن المسيح قال عن نفسه صراحةً إنه هو الله.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net