الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 18 يوليو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مذبح البخور
وتصنع مذبحًا لإيقاد البخور ... وتجعله قدام الحجاب الذي أمام تابوت الشهادة... فيوقد عليه هارون بخورًا عطرًا كل صباح ... ( خر 30: 1 ، 6، 7)
كان مذبح البخور الذهبي آخر قطعة في خيمة الاجتماع قبل الحجاب، الذي يفصل القدس عن قدس الأقداس مباشرة. أي أن مذبح البخور لم يكن في قدس الأقداس، بل في القدس. ولهذا معنى جميل، فطالما أن الحجاب قائم بعد، فما كان يمكن للساجد أن يَمثُل أمام محضر الله القدوس. ومع ذلك، فإنه في يوم الكفارة العظيم، نجد كيف كان البخور يُقدَّم في قدس الأقداس. وكان هذا إرهاصًا لِما نتمتع نحن به الآن، بعد أن قدم الله ربنا يسوع المسيح كفارة ( رو 3: 25 ). إنه امتياز لنا في الوقت الحاضر، على أساس كفارة المسيح، أن ندخل كساجدين إلى الأقداس لتقديم سجودنا في حضرة الله نفسه ( عب 10: 19 - 22).

ولهذا فإنه يُقال عن هذا المذبح إنه «أمام تابوت الشهادة» ( خر 30: 6 لا 4: 7 )، وأنه «أمام الرب» ( رؤ 8: 3 ، 18؛ 16: 18)، وأنه «أمام العرش» ( تث 33: 10 ). فهذا الحجاب كان مرحليًا، وكان سيُبطَل في المسيح. ومن هذا المكان الذي كان يشغله المذبح الذهبي، يمكننا أن نفهم ما للسجود من تقدير وأهمية عند الله. لقد كان امتيازًا عظيمًا لكاهن العهد القديم أن يقف أمام المذبح الذهبي ليقرِّب بخورًا في أنف الله (تث33: 10)، وأما نحن فلنا الحقيقة لا مجرد الرمز.

وعليه، فيمكن القول، بدون أدنى مبالغة، إن السجود هو أسمى امتياز للمؤمن في الوقت الحاضر، كما أنه قمة ما يطلبه الآب. لقد قال المسيح: إن الآب طالب ساجدين ( يو 4: 23 ). ونحن لا نقرأ في أي مكان آخر في الوحي أن الآب يطلب أي شيء على الإطلاق.

وكان إلى جوار المذبح الذهبي في القدس من الجانب الواحد توجد المنارة الذهبية، ومن الجانب الآخر توجد مائدة خبز الوجوه. في المنارة يمكننا أن نرى عمل الروح القدس الذي يضيء لنا أمجاد المسيح المتنوعة، ويقودنا لمزيد من المعرفة والتقدير له. فعلى قدر نمونا في معرفة أمجاد فادينا وسيدنا، يمكننا أن نزداد في السجود لربنا المعبود. لكن في القدس كانت هناك أيضًا المائدة بطعامها المُشبع، الذي من حق الكهنة وحدهم الأكل منه. وهكذا على قدر ما نتغذى على شخص المسيح، يمكننا أن نقدم سجودًا مُشبعًا لقلب الله أبينا ولقلب المسيح فادينا. ونحن نلاحظ أن السجود كثيرًا ما ارتبط بالشبع ( تث 8: 10 ؛ مز22: 29؛ عب13: 10، 15). فالسجود هو فيض قلب شبعان بالمسيح.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net