الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 يوليو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تلميذان عابسان: العِلة والداء
.. أُمسكت أعينهما عن معرفته. فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين؟ ( لو 24: 16 ، 17)
إن النظر إلى نتائج الفحص الإلهي، والاطلاع على التقرير الطبي الروحي للوحي وهو يصف لنا أسباب عبوسة تلميذي عمواس، يشرح لنا بعض أسباب عبوستنا اليوم:

1ـ لقد «كانا منطلقين... إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة...» (ع13)، تركا المكان الذي كان التلاميذ مجتمعين فيه. هجرا الشركة. وفي البُعد عن المكان الذي أمر فيه الرب بالبركة، حتى لو بدا الأمر بسيطًا، ماذا ننتظر؟!

2ـ «وكانا يتكلمان بعضهما مع بعضٍ عن جميع هذه الحوادث» (ع14). والانشغال بما يحدث حولنا من أحداث، دون أن نضع الرب فيها، لا بد وأن يملأ القلب بالكَدَر. ولنكن مُنصفين مع أنفسنا فنفحص ما هي مواضيع انشغالاتنا وأحاديثنا، فلا نسبِّب لأنفسنا الكَدَر.

3ـ ثم يقول أحدهما للمعلم: «هل أنت مُتغربٌ وحدك ... ولم تعلم الأمور التي حدثت...» (ع18). لقد ظنا أنهما يعلمان، فنسبا بذلك الجهل للكُلي العلم!! وعندما نضع أنفسنا في مركز الفاهمين، بدلاً من أن نأتي في اتضاع إلى وضع المتعلمين، نثقل قلوبنا بهموم لا قِبَل لنا بها. وفي ادعاء العلم ظهر الجهل في القول: «المختصة بيسوع الناصري، الذي كان إنسانًا نبيًا مُقتدرًا في الفعل والقول» (ع19). أ هذا هو أقصى ما يعلمانه عن المسيح: «إنسان»؟! لقد كانا منشغلين بأفكارهما الخاطئة عن المسيح، وليس بنظرة الله إليه.

4ـ وإذ يفصحان عن سر إحباطهما «كنا نرجو أنه هو المُزمع أن يفدي إسرائيل» (ع21)، نفهم أن آمالهما كلها كانت مرتبطة بالأرض، رغم كل ما علّم الرب به في أيام جسده. وإلى اليوم يعتقد بعضٌ أن المسيح جاء ليجعل لهم هذا العالم أفضل (هذا هو فهمهم لقوله ـ له المجد ـ «وليكون لهم أفضل»!!)، فيمنحهم الصحة والنجاح والثروة وحل المشاكل .. هل ما زلنا نحاول إدخال المسيح في أمور حياتنا ليعطينا راحة وقتية ومجدًا أرضيًا؟! وهل، إلى الآن، نطلب كما لو كنا من مواطني الأرض؟! ولِمَ نستغرب الكَدَر بعد ذلك؟!

5ـ ثم تظهر علّة العلل، عدم الإيمان، في رفضهما لتصديق قول النساء: «إنه حيٌ» مع وجود شهود عيان بأن القبر فارغ (ع22- 24). كان ينبغي أن تنشِّط هذه الشهادات، في قلبيهما، بذرة الإيمان التي ألقاها السيد بتكراره أنه سيقوم. لكن هذا لم يحدث!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net