الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 أغسطس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أوربانوس.. الذي من المدينة
سلموا على أوربانوس العامل معنا في المسيح .. ( رو 16: 9 )
بالرغم من أن «أوربانوس» معنى اسمه في اللاتينية ”الذي من المدينة“، إلا أن المدينة (رومية التي كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية) بكل مباهجها وحضارتها وملذاتها، لم تُثنهِ عن العمل مع الرسول ”في المسيح“. وفي الوقت نفسه، يمكننا أن نستخلص تعليمًا مُفيدًا، حيث نلمس قوة نعمة الله التي جعلت «أوربانوس» عاملاً ”في المسيح“ بالرغم من معنى اسمه ”الذي من المدينة“، لأن المدينة تذكِّرنا بمبادئ العالم وتشويشه، وتذكِّرنا ببُعد الإنسان الرافض لذبيحة المسيح وتشامخه وتعظيم ذاته بالاستقلال عن الله ( تك 4: 17 ؛ 11: 4- 9؛ مز55: 9- 17).

ويا ليتنا نخرج (أدبيًا وروحيًا) إلى داودنا الحقيقي، الملك المرفوض من العالم، خارج المحلة حاملين عاره ( عب 13: 13 )، ولا نكون مثل يوناثان الذي بالرغم من محبته لداود كنفسه، إلا أنه «جاء إلى المدينة» ( 1صم 20: 42 ) وكانت النتيجة موته في الحرب مع أبيه.

لكن من ناحية أخرى يذكّرنا معنى الاسم بمقامنا ودعوتنا السماوية، فنحن أتينا إلى «مدينة الله الحي، أورشليم السماوية» ( عب 12: 22 )، ويقول بنو قورح: «مدينة الله، مقدس مساكن العلي. الله في وسطها فلن تتزعزع» ( مز 46: 4 ، 5). وكل هذه الصور سوف تتم بأكثر جمال متى أُظهر المسيح حياتنا، لأنه حينئذ نُظهر نحن أيضًا معه في المجد ( كو 3: 4 ) بكل هذه الصفات البهية. وفي الحالة الأبدية سوف نكون المدينة المقدسة؛ أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الله مُهيأة كعروسٍ مُزينة لرجُلها ... ولها مجد الله (رؤ21). لكن دعونا ـ أيها الأحباء ـ نبدأ من الآن بإظهار أمجاد المسيح الأدبية ككنيسة الله الحي، عمود الحق وقاعدته، فيتم فينا القول: «بكِ أمجاد يا مدينة الله» ( مز 87: 3 ).

والاسم «أوربانوس» في اليونانية ـ معناه ”مؤدب“ أو ”لطيف“. وألا يذكّرنا هذا بتحريض الرسول «ليكن كلامكم كل حين بنعمة، مُصلحًا بملح، لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد» ( كو 4: 6 ). والقلب الممتلئ بعظمة وسمو نعمة الرب، يجعل اللسان يتكلم بكلمات النعمة واللطف والمودَّة للآخرين. فيا ليتنا ـ أيها الأحباء ـ نتعلم، بنعمة الله، ليس فقط ”بماذا“ نُجاوب كل واحدٍ، ولكن أيضًا «كيف» نُجاوب كل واحدٍ.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net